الرئيسية
لصدوع بين الألواح القارية
قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ. وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ. إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ. وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ الطارق: 11-14.
الدلالة العلمية:
إذا تأملنا قوله تعالى: ﴿وَالأرْضِ ذَاتِ الصّدْعِ﴾؛ بمنظور العلوم الحديثة نجد أنه يتسع لوصف الأرض الصلبة ويقسمها لأجزاء وليس مقصورا فحسب على معنى شق النبات للتربة؛ حيث يستقيم حمل لفظ الأرض على الغلاف الصخري الصلب المحيط بالكوكب فوق بحر لدن من الصخور الملتهبة دون القشرة يمثل الدثار, وهو يدل على أن الغلاف الصخري عبارة عن قطع متجاورات, والعدول إلى التعبير باسم الجنس المفرد الدال على الجمع (الصدع) يستقيم مع إرجاع أصول كل الصدوع بين الألواح القارية إلى صدع أصلي واحد, وهو اليوم يسمى الصدع الأعظم ويقبع في منتصف المحيط الأطلسي.
التوافق مع العلوم الحديثة:
تتسم قشرة الأرض بصدوع عميقة تقسمها إلى ألواح قارية, وتقع الصدوع الكبيرة غالبا في منتصف المحيطات, ولكن لم يعرف إلا مع الثورة العلمية في القرون الثلاثة الأخيرة أن أرضنا محاطة بشبكة هائلة من تلك الصدوع العملاقة التي تحيط بكامل القشرة الأرضية إحاطة كاملة, وتمتد هذه الصدوع العملاقة لآلاف الكيلومترات في جميع الاتجاهات بأعماق تتراوح بين65 و70 كيلو مترا تحت قيعان كل محيطات الأرض وقيعان عدد من بحارها, وبين 150 إلى 100 كيلو مترا تحت القارات؛ ممزقة الغلاف الصخري للأرض بالكامل ألي عدد من الألواح التي تعرف باسم ألواح الغلاف الصخري للأرض, وتطفو هذه الألواح الصخرية فوق نطاق لدن شبه منصهر عالي الكثافة واللزوجة وتنطلق فيه تيارات الحمل من أسفل إلي أعلي حيث تبرد وتعاود النزول إلي أسفل فتدفع معها ألواح الغلاف الصخري للأرض متباعدة عن بعضها البعض في احدي حوافها ومصطدمة مع بعضها البعض عند الحواف المقابلة, ومنزلقة عبر بعضها البعض عند بقية الحواف, وينتج عن هذه الحركات لألواح الغلاف الصخري للأرض عدد من الظواهر الأرضية المهمة التي منها اتساع قيعان البحار والمحيطات وتجدد صخورها باستمرار عند حواف التباعد, وتكون أواسط المحيطات سلاسل من الجبال قد تظهر على السطح لتكون الجزر البركانية, وتكون أيضا السلاسل الجبلية عند حواف التصادم, وتصاحب الهزات الأرضية الإزاحة بين لوحين وقد تؤدي إلى تكوين الطفوح البركانية, ويبلغ يبلغ طول جبال أواسط المحيطات أكثر من 64 كيلومتر, وهي تتكون أساسا من الصخور البركانية المختلطة بقليل من الرواسب البحرية, وهي تحيط بالصدوع العملاقة, ومع تجدد صعود الطفوح البركانية عبر الصدوع العملاقة في وسط سلسلة الجبال البحرية يتجدد قاع المحيط بأحزمة حديثة من الصخور البازلتية المتوازية علي جانبي الصدوع, وبذلك تكون أحدث صخور قاع المحيط في وسطه, وهذه الحركة لألواح الغلاف الصخري للأرض كانت سببا في زحف القارات وتجمعها وتفتتها بصورة دورية فيما يعرف باسم دورة القارات والمحيطات, وفيها قد تنقسم قارة ببحر طولي مثل البحر الأحمر إلي كتلتين أرضيتين تتباعدان عن بعضهما البعض باتساع قاع البحر الفاصل بينهما حتي يتحول إلي محيط, كما قد يستهلك قاع محيط بالكامل تحت إحدي القارات بدفع كتلة أرضية له تحت تلك القارة حتى يصطدما مكونين أعلي سلاسل جبلية علي سطح الأرض كما حدث في اصطدام الهند بالقارة الآسيوية وتكون سلسلة جبال الهمالايا التي بها قمة إفرست أعلي قمة جبلية علي سطح الأرض, وهذه الصدوع العملاقة هي مراكز تتحرك عبرها ألواح الغلاف الصخري للأرض متباعدة أو مصطدمة, وهي تعمل على تسريب الحرارة المختزنة في الباطن نتيجة لتحلل العناصر المشعة؛ وإلا انفجرت الأرض.
وعبر هذه الصدوع العملاقة تندفع ملايين الأطنان من الصهارة الصخرية علي هيئة طفوح بركانية تثري سطح الأرض بالعديد من الصخور والمعادن النافعة وتجدد شباب التربة الزراعية وتكون مراكز مهمة لاستغلال حرارة الباطن, وعبر هذه الصدوع العملاقة وما صاحبها من فوهات البراكين انطلقت الغازات والأبخرة التي كونت غلافي الأرض المائي والغازي, وتشير الكثير من الشواهد إلي أن الغلاف الصخري الأول للأرض كان مكونا من صخور أولية نتيجة لاندفاع الصهارة, وأن الأرض كانت مغطاة بالمياه علي هيئة محيط غامر واحد, وبواسطة النشاط البركاني فوق قاع هذا المحيط الغامر تكونت أولي المرتفعات فوق قاعه علي هيئة عدد من السلاسل الجبلية في وسطه ارتفعت قممها لتكون عددا من الجزر البركانية, ومع تحرك تلك الجزر البركانية تصادمت مع بعضها البعض لتكون نوى عدد من القارات التي نمت بتصادمها مع بعضها لتكون قارة واحدة عرفت باسم القارة الأم Pangaea التي ما لبثت أن تفتتت بفعل ديناميكية الأرض وصدوعها العملاقة إلي القارات السبع الحالية التي ظلت تتباعد عن بعضها البعض حتى وصلت إلى مواقعها الحالية, ولم تصل البشرية إلي شيء من تلك الحقائق إلا في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن العشرين, ومن هنا كان القسم القرآني بالأرض ذات الصدع من قبل ألف وأربعمائة سنة دليلا حاسما على أنه لا مصدر لهذا الوصف إلا الوحي.
Related References:
1. McKnight Tom (2004). Geographica: The complete illustrated Atlas of the world. New York: Barnes and Noble Books.
2. Oreskes, Naomi (ed) (2003). Plate Tectonics: An Insider's History of the Modern Theory of the Earth. Westview.
3. Gerald Schubert, Donald L. Turcotte, Peter Olson. (2001). Mantle Convection in the Earth and Planets. Cambridge: Cambridge University Press.
4. Stanley Steven M (1999). Earth System History. W.H. Freeman. pp. 211–228.
5. Atkinson L, Sancetta C (1993). "Hail and farewell". Oceanography 6 (34
قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ. وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ. إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ. وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ الطارق: 11-14.
الدلالة العلمية:
إذا تأملنا قوله تعالى: ﴿وَالأرْضِ ذَاتِ الصّدْعِ﴾؛ بمنظور العلوم الحديثة نجد أنه يتسع لوصف الأرض الصلبة ويقسمها لأجزاء وليس مقصورا فحسب على معنى شق النبات للتربة؛ حيث يستقيم حمل لفظ الأرض على الغلاف الصخري الصلب المحيط بالكوكب فوق بحر لدن من الصخور الملتهبة دون القشرة يمثل الدثار, وهو يدل على أن الغلاف الصخري عبارة عن قطع متجاورات, والعدول إلى التعبير باسم الجنس المفرد الدال على الجمع (الصدع) يستقيم مع إرجاع أصول كل الصدوع بين الألواح القارية إلى صدع أصلي واحد, وهو اليوم يسمى الصدع الأعظم ويقبع في منتصف المحيط الأطلسي.
التوافق مع العلوم الحديثة:
تتسم قشرة الأرض بصدوع عميقة تقسمها إلى ألواح قارية, وتقع الصدوع الكبيرة غالبا في منتصف المحيطات, ولكن لم يعرف إلا مع الثورة العلمية في القرون الثلاثة الأخيرة أن أرضنا محاطة بشبكة هائلة من تلك الصدوع العملاقة التي تحيط بكامل القشرة الأرضية إحاطة كاملة, وتمتد هذه الصدوع العملاقة لآلاف الكيلومترات في جميع الاتجاهات بأعماق تتراوح بين65 و70 كيلو مترا تحت قيعان كل محيطات الأرض وقيعان عدد من بحارها, وبين 150 إلى 100 كيلو مترا تحت القارات؛ ممزقة الغلاف الصخري للأرض بالكامل ألي عدد من الألواح التي تعرف باسم ألواح الغلاف الصخري للأرض, وتطفو هذه الألواح الصخرية فوق نطاق لدن شبه منصهر عالي الكثافة واللزوجة وتنطلق فيه تيارات الحمل من أسفل إلي أعلي حيث تبرد وتعاود النزول إلي أسفل فتدفع معها ألواح الغلاف الصخري للأرض متباعدة عن بعضها البعض في احدي حوافها ومصطدمة مع بعضها البعض عند الحواف المقابلة, ومنزلقة عبر بعضها البعض عند بقية الحواف, وينتج عن هذه الحركات لألواح الغلاف الصخري للأرض عدد من الظواهر الأرضية المهمة التي منها اتساع قيعان البحار والمحيطات وتجدد صخورها باستمرار عند حواف التباعد, وتكون أواسط المحيطات سلاسل من الجبال قد تظهر على السطح لتكون الجزر البركانية, وتكون أيضا السلاسل الجبلية عند حواف التصادم, وتصاحب الهزات الأرضية الإزاحة بين لوحين وقد تؤدي إلى تكوين الطفوح البركانية, ويبلغ يبلغ طول جبال أواسط المحيطات أكثر من 64 كيلومتر, وهي تتكون أساسا من الصخور البركانية المختلطة بقليل من الرواسب البحرية, وهي تحيط بالصدوع العملاقة, ومع تجدد صعود الطفوح البركانية عبر الصدوع العملاقة في وسط سلسلة الجبال البحرية يتجدد قاع المحيط بأحزمة حديثة من الصخور البازلتية المتوازية علي جانبي الصدوع, وبذلك تكون أحدث صخور قاع المحيط في وسطه, وهذه الحركة لألواح الغلاف الصخري للأرض كانت سببا في زحف القارات وتجمعها وتفتتها بصورة دورية فيما يعرف باسم دورة القارات والمحيطات, وفيها قد تنقسم قارة ببحر طولي مثل البحر الأحمر إلي كتلتين أرضيتين تتباعدان عن بعضهما البعض باتساع قاع البحر الفاصل بينهما حتي يتحول إلي محيط, كما قد يستهلك قاع محيط بالكامل تحت إحدي القارات بدفع كتلة أرضية له تحت تلك القارة حتى يصطدما مكونين أعلي سلاسل جبلية علي سطح الأرض كما حدث في اصطدام الهند بالقارة الآسيوية وتكون سلسلة جبال الهمالايا التي بها قمة إفرست أعلي قمة جبلية علي سطح الأرض, وهذه الصدوع العملاقة هي مراكز تتحرك عبرها ألواح الغلاف الصخري للأرض متباعدة أو مصطدمة, وهي تعمل على تسريب الحرارة المختزنة في الباطن نتيجة لتحلل العناصر المشعة؛ وإلا انفجرت الأرض.
وعبر هذه الصدوع العملاقة تندفع ملايين الأطنان من الصهارة الصخرية علي هيئة طفوح بركانية تثري سطح الأرض بالعديد من الصخور والمعادن النافعة وتجدد شباب التربة الزراعية وتكون مراكز مهمة لاستغلال حرارة الباطن, وعبر هذه الصدوع العملاقة وما صاحبها من فوهات البراكين انطلقت الغازات والأبخرة التي كونت غلافي الأرض المائي والغازي, وتشير الكثير من الشواهد إلي أن الغلاف الصخري الأول للأرض كان مكونا من صخور أولية نتيجة لاندفاع الصهارة, وأن الأرض كانت مغطاة بالمياه علي هيئة محيط غامر واحد, وبواسطة النشاط البركاني فوق قاع هذا المحيط الغامر تكونت أولي المرتفعات فوق قاعه علي هيئة عدد من السلاسل الجبلية في وسطه ارتفعت قممها لتكون عددا من الجزر البركانية, ومع تحرك تلك الجزر البركانية تصادمت مع بعضها البعض لتكون نوى عدد من القارات التي نمت بتصادمها مع بعضها لتكون قارة واحدة عرفت باسم القارة الأم Pangaea التي ما لبثت أن تفتتت بفعل ديناميكية الأرض وصدوعها العملاقة إلي القارات السبع الحالية التي ظلت تتباعد عن بعضها البعض حتى وصلت إلى مواقعها الحالية, ولم تصل البشرية إلي شيء من تلك الحقائق إلا في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن العشرين, ومن هنا كان القسم القرآني بالأرض ذات الصدع من قبل ألف وأربعمائة سنة دليلا حاسما على أنه لا مصدر لهذا الوصف إلا الوحي.
Related References:
1. McKnight Tom (2004). Geographica: The complete illustrated Atlas of the world. New York: Barnes and Noble Books.
2. Oreskes, Naomi (ed) (2003). Plate Tectonics: An Insider's History of the Modern Theory of the Earth. Westview.
3. Gerald Schubert, Donald L. Turcotte, Peter Olson. (2001). Mantle Convection in the Earth and Planets. Cambridge: Cambridge University Press.
4. Stanley Steven M (1999). Earth System History. W.H. Freeman. pp. 211–228.
5. Atkinson L, Sancetta C (1993). "Hail and farewell". Oceanography 6 (34
» إختبار الثلاثي الثالث مادة العلوم الطبيعية
» دلیل بناء اختبار مادة علوم الطبیعة والحیاة في امتحان شھادة البكالوریا – أكتوبر 2017
» ملفات مفتوحة المصدر لجميع مصممين الدعاية والاعلان
» مادة الرياضيات السنة الاولى ثانوي
» برنامج لصنع توقيت مؤسسة تربوية
» كل ما يخص الثانية متوسط من مذكرات ووثائق للأساتذة
» المنهاج والوثيقة المرافقة له للجيل الثاني في كل المواد لمرحلة التعليم المتوسط
» دليل استخدام كتاب الرياضيات الجيل الثاني سنة4