الرئيسية
التحلون ومفهوم داء السكري و أنواعه
تمهيد :
يعتبر التحلون ،أي نسبة السكر في الدم، ثابتا فيزيولوجيا تتراوح قيمته لدى الأشخاص العاديين ما بين 0,75 و1,10 غ/ل، وذلك رغم كل ما يطرأ على الجسم من تغيرات كتناول وجبة أو الصيام أو القيام بمجهود عضلي...، إذ يضمن البنكرياس العودة إلى القيمة المرجعية العادية بفضل الهرمونات التي يفرزها، خاصة الأنسولين الذي يعمل على خفض نسبة السكر في الدم عند حدوث إفراط سكري، مما يسمح بتعديل قيمة التحلون. لكن، لدى بعض الأشخاص يحدث اضطراب وارتفاع كبير، شاذ لتركيز الغلوكوز في الدم، ويستدعي ذلك تناول الأدوية لتصحيح الخلل، وهذا ما يعرف بداء السكري، فما مفهوم داء السكري؟ ماهي أنماطه؟ ما أسباب كل منها؟ وهل من سبيل لعلاجها؟
هذا ما سنتطرق إليه في بحثنا هذا.
رسم تخطيطي يوضح البنكرياس، العضو الأساسي في الجهاز المنظِّم للتحلون
مفهوم داء السكري:
داء السكري ( Diabetes mellitus ) هو مرض يُعرف باضطرابات استقلابية وارتفاع شاذ لتركيز الغلوكوز في الدم نتيجة لعوامل وراثية أو بيئية، إذ لا تستعمل الخلايا الغلوكوز لانتاج الطاقة اللازمة لنشاطها بسبب نقص الأنسولين أو عدم فعاليته، وعندما تتخطى كمية السكر في الدم قيمة معينة ( حوالي 1,7 غ/ل ) يتم طرحه من طرف الكليتين في البول فيتم فقدان الطاقة، لذا يدعى هذا الداء أيضا: البوال السكري.
ومن أعراض هذا المرض:
العطش والجوع والتبول الزائد.
الشعور العام بالإعياء والتعب والغثيان.
نقص الوزن لدى بعض المصابين.
تغيرات في عدسات العين تؤدي إلى الرؤية المشوشة
كثرة الإصابة بالإلتهابات خاصة التهاب الجلد.....
أنماط داء السكري:
يوجد نمطان رئيسيان من داء السكري -النمط الأول والثاني- ، بالإضافة إلى أنماط أخرى ثانوية، وهذا ما أقرّته منظمة الصحة العالمية.
النمط الأول:
ويتميز بنقص في كمية الأنسولين المفرزة من طرف الخلايا لجزر لنجرهانس في البنكرياس، ويعود ذلك لسبب مناعي إذ تهاجم الخلايا المناعية الخلايا لجزر لنجرهانس فتخرّبها مسببة نقص الأنسولين وبالتالي ارتفاع قيمة التحلون، لهذا يدعى هذا النوع بالسكري المعتمد على الأنسولين، كما يعرف أيضا بسكري الأطفال لأنه يظهر عادة في سن مبكرة، لدى الأطفال والشباب دون سن العشرين ويستمر طول الحياة، فلا يمكن الشفاء منه تماما، ويحتاج المصابون به إلى حقن الأنسولين كما يمكن استعمال مضخة إلكترونية تزود الأنسولين تحت الجلد أو استنشاق نوع من الأنسولين يدعى "اكسوبيرا" عبر الأنف، مع ضرورة المراقبة المستمرة لمستويات الغلوكوز في الدم وضبط أسلوب حياة المريض خصوصا فيما يتعلق بالغذاء الصحي والتمارين الرياضية، فبالرعاية السليمة الواعية والانتظام في العلاج يمكن التعايش مع المرض دون مشاكل، في حين أن المريض الذي لا يتعاطى الأنسولين يحتمل أن يصاب بالحماض الكيتوني السكري الذي يؤدي إلى غيبوبة أو الوفاة.
وتجدر الإشارة إلى أن الدول المتقدمة تجرى أبحاثا لزرع الخلايا والخلايا الجذعية، وقد دخلت هذه الطريقة العصرية حيز التنفيذ في السنوات الأخيرة لكن على نطاق ضيق.
النمط الثاني:
ويتميز بإفراز الخلايا للأنسولين، إما بكمية قليلة غير كافية أو طبيعية غير فعالة، حيث توجد مقاومة مضادة لمفعول الأنسولين فلا تستجيب المستقبلات الغشائية له بصورة صحيحة، بالإضافة إلى قلة إفرازه.
يعرف هذا النمط بالسكري غير المعتمد على الأنسولين، وهو -على خلاف النمط الأول- يصيب الأشخاص البالغين خاصة بعد سن الأربعين.
ويتناول المصابون به أدوية تزيد من فعالية الأنسولين وتخفض من نسبة الغلوكوز في المرحلة الأولى التي تتميز بارتفاع نسبة الأنسولين في الدم ، لكن مع تقدّم المرض يقل إفراز البنكرياس للأنسولين فيضطر هؤلاء المرضى إلى حقن الأنسولين.
كما يمكن شفاء ما بين 80 إلى 100% من مرضى النمط الثاني من السكري شديدي السمنة عن طريق إجراء أحد أنواع عمليات تدبيس المعدة.ويرجع تأثير العملية إلى تغير نمط إفراز هرمونات الجهاز الهضمي وليس إلى خسارة الوزن لأن علامات الشفاء تظهر خلال أيام من العملية أي قبل أن تحدث خسارة كبيرة لوزن المريض. وقد تم إجراء هذه العملية على نطاق واسع للمرضى الذين يعانون من بدانة مرضية وقد أفادت في تقليل معدل الوفيات لأي سبب إلى نسبة 40%، كما تم إجراء عمليات مماثلة لعدد قليل من المرضى ذوي بدانة عادية أو متوسطة.
يقدر عدد المصابين بداء السكري في العالم بـ 246 مليون شخص حسب الإحصائيات الأخيرة، ويعتبر النمط 2 منه الأكثر شيوعا، حيث يضم نحو 90 من مرضى السكري.
أنماط أخرى من داء السكري:
هناك العديد من الأنماط الأخرى لداء السكري تختلف باختلاف وتعدد أسبابها وأهمها:
سكري الحوامل:
وهو داء السكري الذي يظهر لدى المرأة لأول مرة في فترة الحمل، بسبب قلة الأنسولين وضعف استجابة أنسجة العضوية له، ويختفي هذا المرض وتتحسن حالة الأم بعد الولادة، لكن عليها أن تلزم الحذر، فرغم أن الإصابة مؤقتة إلا أنها قد تدمر صحة الأم أو الجنين.
خلل وراثي على مستوى الخلايا : وهو داء السكري نتيجة خلل في تصنيع الأنسولين وذلك لعدة أسباب وتحدث بعد سن البلوغ في الغالب وهي ما تعرف بالـ مودي (MODY) .
خلل وراثي في مفعول الأنسولين
أمراض غدة البنكرياس: والتي تؤدي إلى خلل وفساد خلايا مثل الأورام والحوادث والالتهابات التي تصيب البنكرياس.
أمراض الغدد الصماء الأخرى: والتي تؤدي إلى زيادة إفراز بعض أنواع الهرمونات التي تضاد مفعول الأنسولين وتؤدي إلى السكري مثل أمراض الغدة الكظرية وزيادة إفراز الكورتيزون وأمراض الغدة النخامية وزيادة إفراز هرمون النمو ... وغيرها. مع ملاحظة أن السكري في هذه الحالات قد يختفي إذا تم معالجة المرض المسبب.
السكري الناجم من تناول الأدوية وبعض المواد الكيميائية: وأكثر دواء مسبب للسكري هو الكورتيزون. والذي يستخدم في بعض الأمراض المزمنة الأخرى مثل الربو والروماتيزم.
بعض أنواع الإلتهابات: بعض أنواع الفيروسات تصيب الخلايا مباشرة وتؤدي إلى تحطمها وظهور داء السكري.
بعض الأنواع النادرة من السكري والتي تكون مصاحبة لأمراض أخرى ناجمة عن الخلل في الجهاز المناعي: مثل داء الذئبة الشامل (SLE) وومتلازمة الرجل المتيبس (Stiff man syndrome) وتكون هذه الأمراض مصاحبة لظهور داء السكري.
بعض المتلازمات الوراثية الأخرى والتي تكون مصاحبة لظهور داء السكري: مثل متلازمة داون (Down’s syndrome) ومتلازمة تيرنر (Turner’s syndrome) ومتلازمة كلينيفلتر (Klinefilter’s syndrome).
خاتمة:
نستنتج من خلال بحثنا هذا أن داء السكري هو اضطراب في نسبة التحلون، وأن له أنماطا عدة تتباين باختلاف أسبابها، وأهمها: النمط الأول المعتمد على الأنسولين لدى الأطفال والشباب، والثاني غير المعتمد على الأنسولين لدى الكبار، وسكري الحوامل، بالإضافة إلى أنواع أخرى نادرة.
والحمد لله رب العالمين
» إختبار الثلاثي الثالث مادة العلوم الطبيعية
» دلیل بناء اختبار مادة علوم الطبیعة والحیاة في امتحان شھادة البكالوریا – أكتوبر 2017
» ملفات مفتوحة المصدر لجميع مصممين الدعاية والاعلان
» مادة الرياضيات السنة الاولى ثانوي
» برنامج لصنع توقيت مؤسسة تربوية
» كل ما يخص الثانية متوسط من مذكرات ووثائق للأساتذة
» المنهاج والوثيقة المرافقة له للجيل الثاني في كل المواد لمرحلة التعليم المتوسط
» دليل استخدام كتاب الرياضيات الجيل الثاني سنة4