العنف المدرسي ..جريدة الاحداث

لعنف المدرسي يهدد المدارس الجزائرية 24/12/2012

تسجل المدارس الجزائرية اليوم ارتفاعا ملحوظا في حالات العنف داخلها بشتى أنواعه من طرف التلاميذ والاساتذة على حد سواء، والذي ينذر بالوضع الخطير الذي آلت إليه المدرسة الجزائرية تتراوح هذه الأعمال بين العنف اللفظي والاهانة وتصل في بعض الأحيان إلى الأذى الجسدي والذي تنجر عنه عواقب وخيمة وآثار اجتماعية خطيرة.
تتعدد أساليب العنف التي يستخدمها التلاميذ لإحداث الشغب داخل أقسامهم، فبعد الهاتف، الكراسي المكسرة ... أصبح التلاميذ يلجأون إلى الاعتداء الجسدي، مما يسبب في بعض الاحيان عاهات للأستاذ مثلما حدث في إحدى الثانويات بالعاصمة، حيث منع الأستاذ التلاميذ من الخروج وقت الاستراحة حتى إكمال حل التمرين، فأوسعوه ضربا وطرحوه أرضا مما تسبب له في عجز طبي. قضية اخرى لاتزال عالقة في أروقة المحاكم حدثتنا عنها نورهان عن استاذ التربية البدنية الذي ضبط تلميذا في وضع غير أخلاقي فأراد إعادته إلى الحصة، غير أن التلميذ لم يرضخ لأمر الأستاذ واعتدى عليه بالضرب مما تسبب له في عجز لمدة 15 يوما، وقام الاستاذ برفع دعوى قضائية على التلميذ وهي الان في أروقة المحاكم لم يفصل فيها بعد. ويرجع العديد من الاساتذة سبب هذه الظاهرة المتفشية في المدارس الجزائرية إلى الاسرة والظروف التي نشأ فيها التلميذ، حيث إنه يأتي إلى المدرسة ولا احد يسأل عنه يفعل ما يحلو له دون أن يوقفه احد. الاعتداءات لا تطال فقط الاساتذة، حيث حسب بعض الاساتذة فإن هناك اعتداءات متكررة على المراقبين داخل المدارس.
تراجع العلاقة التقليدية بين التلميذ والاستاذ
يجمع العديد من الاساتذة الذين تحدثنا معهم حول هذه الظاهرة على تراجع دور المدرسة التي كانت القبلة الثانية التي ينهل فيها الطفل مختلف العلوم والمعارف بعد الاسرة.
وأرجعت فاطمة الزهراء سبب العنف في المدارس إلى التنشئة
الاجتماعية التي أثرت في التلميذ وسن المراهقة، كما أن

التعليم صار قبلة لمن هب ودب بسبب نقص التكوين من جهة ومن جهة اخرى المحسوبية في التوظيف، كما أن العائلات تقف في صف التلميذ وليس في صف الاستاذ.
العنف المدرسي ظاهرة اجتماعية ذات منشأ نفسي
من جهته، يعتبر كل من الدكتور مزيان بن محمد بورزقي والدكتورة فائزة زروقي من المركز المركز “الافرو ـ متوسطي” للأبحاث والمرافقة النفسية، ظاهرة العنف المدرسي اجتماعية ذات منشأ نفسي بحت، حيث تستمد حضورها وقوتها

من الوقع النفسي للتلميذ المليء
بالإحباط والتي يترجمها في شكل سلوك عدائي تجاه النفس والاخرين والمحيط المدرسي بصفة عامة وهو ظاهرة عالمية تعاني منها اكثر البلدان تقدما ولكن بأشكال مختلفة.
وتنقسم حسبهما دوافعه الى قسمين تتمثل في دوافع ذاتية وهي نقص الثقة بالنفس الكآبة ضعف المبادرة، وأخرى موضوعية هي التنشئة السلبية الصرامة المفرطة - التعنيف المستمر والتي  تجعل من التلميذ بركانا ثائرا يجتاح كل شيء.
هذا ما ساهم في تراجع مردود التأهيل التربوي بمصادره حيث يعتبر التكوين التربوي والادبي والاخلاقي عند التلميذ من اخطرالرهانات واكثرها حساسية. 
ومن الحلول التي يراها المختصان ناجعة للحد من العنف في المدارس هي التعامل مع التلميذ بمبدأ الشراكة التربوية وكذا إلزام كافة الفاعلين في الحقل التعليمي اولياء، مؤطرين، تلاميذ جدد وقدماء في المدرسة، بتزويد نادي المرافقة المدرسية بأهداف ووسائل واضحة لتحقيق المرافقة التربوية وكذا تفعيل ادوات الاتصال بين هذه الحلقات بالندوات واللقاءات العلمية المتخصصة من طرف خبراء نفسيين وأكاديميين.
ضرورة تطبيق مناهج تربوية معاصرة للحد من العنف
من جهته، يرى المختص الاجتماعي كمال بوقرة، أن هناك مسؤولية مشتركة، وغالبا ما يكون التلميذ ضحية للعنف، سواء من طرف الاستاذ او الإدارة، وخاصة العنف اللفظي مما يدفعه لممارسة العنف كميكانزيم دفاعي وخاصة في مرحلة المراهقة التي يعيشها التلميذ هذه اساليب تعبيرية، لكنها تبقى العوامل التربوية، وعوامل التنشئة الاجتماعية هي السبب في العنف. بطبيعة الحال العنف يؤثر على التلميذ من خلال العقاب الذي يتلقاه والذي قد يصل به الى الطرد، او حتى العقاب المعني عندما يشعر التلميذ بالمنبوذية، والاحتقار من طرف معلميه مما يؤثر على مستواه الدراسي، كما يؤثر على المعلم من خلال شعوره بعدم الاستقرار الوظيفي، وخيبة الامل في التلاميذ الذين ينتظر منهم سلوكات غير التي يجدها.
ويقترح للحد منه تطبيق مناهج تربوية معاصرة ، تأخذ بعين الاعتبار الظروف النفسية والاجتماعية لكل افراد الفاعلين في الحقل التربوي.