الهادي للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الهادي للعلوم

منتدى التربية و التعليم العام و الجامعي

الأرض في القرءان و السنة ...-02- 12685210

كتاب في العلوم الطبيعية و تماريننموذجية ( الجز1 ) متوفرة في ولايات الشرقالجزائري

تجدونها في المكتبات التالية :

باتنة : مكتبة فرقي ، مكتبة الحياة ،مكتبة بن فليس **** ورقلة : مكتبة الصحافةو مكتبة بابا حمو *** الوادي : مكتبةالصحوة الإسلامية ، مكتبة دار السلام ، مكتبة الشافعي . *** بسكرة : مكتبة الوفاء و مكتبة خلوط *** خنشلة : مكتبة مهزول *** تبسة : مكتبة كسيري **** سوق اهراس : مكتبة طيبة و مكتبة الواحات *** الطارف : مكتبة جاب الله و مكتبة الأمل *** عنابة : مكتبة الثورة و مكتبة الرجاء **** قالمة : مكتبة الحرمين *** سكيكدة : مكتبة الرجاء و مكتبة حيمر *** جيجل : مكتبة المسجد مغيشيي **** بجاية : مكتبة الإستقامة *** قسنطينة : مكتبة نوميديا *** ميلة : مكتبةبوعروج *** سطيف : مكتبة بيت الحكمة ،والمكتبة الكبيرة في. *** برج بوعريريج : مكتبة الحضارة و مكتبة جيطلي *** المسيلة : مكتبة الأجيال *** الجلفة : مكتبة الفنانين *** الاغواط : مكتبة البيان *** غرداية : مكتبة الرسالة و مكتبة نزهة الألباب


الأرض في القرءان و السنة ...-02- Zsk2xb11

المواضيع الأخيرة

» امتحان شهادة البكالوريا التجريبي للتعليم الثانوي ثانويتي - محمد الصديق بن يحي والبشير الإبراهيمي باتنة
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالأربعاء مايو 30, 2018 8:53 pm من طرف Nanondouch

» إختبار الثلاثي الثالث مادة العلوم الطبيعية
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالأربعاء مايو 16, 2018 9:05 pm من طرف حاج

» دلیل بناء اختبار مادة علوم الطبیعة والحیاة في امتحان شھادة البكالوریا – أكتوبر 2017
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالخميس نوفمبر 30, 2017 11:58 pm من طرف زغينة الهادي

» ملفات مفتوحة المصدر لجميع مصممين الدعاية والاعلان
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالسبت نوفمبر 25, 2017 1:04 am من طرف زغينة الهادي

» مادة الرياضيات السنة الاولى ثانوي
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالخميس نوفمبر 16, 2017 12:12 am من طرف اسماعيل بوغنامة

» برنامج لصنع توقيت مؤسسة تربوية
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالخميس سبتمبر 28, 2017 11:12 pm من طرف زغينة الهادي

» كل ما يخص الثانية متوسط من مذكرات ووثائق للأساتذة
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالثلاثاء سبتمبر 26, 2017 11:03 am من طرف linda.hammouche

» المنهاج والوثيقة المرافقة له للجيل الثاني في كل المواد لمرحلة التعليم المتوسط
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالثلاثاء سبتمبر 26, 2017 10:56 am من طرف linda.hammouche

» دليل استخدام كتاب الرياضيات الجيل الثاني سنة4
الأرض في القرءان و السنة ...-02- Emptyالجمعة سبتمبر 22, 2017 1:26 pm من طرف زغينة الهادي

دخول

لقد نسيت كلمة السر

منتدى

يمنع النسخ هنا

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى


    الأرض في القرءان و السنة ...-02-

    jamal maliani
    jamal maliani
    عضو نشط
    عضو نشط


    الوطن و الولاية State and country : bouira.alger
    ذكر عدد المساهمات : 339
    نقاط : 5222
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 23/05/2013

    الأرض في القرءان و السنة ...-02- Empty الأرض في القرءان و السنة ...-02-

    مُساهمة من طرف jamal maliani الجمعة سبتمبر 13, 2013 7:13 pm


    ( أ ) الحركة المغزلية للأرض:

    لقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى دوران الأرض حول نفسها كالمغزل من خلال الوصف الدقيق لنظام تولد الليل والنهار، كما في قوله تعالى:

    )يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً ([الأعراف: 54].

    )يغشى الليل النهار ([الرعد: 3].

    )يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ([الزمر: 5].

    )يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ([لقمان: 5].

    )وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ([يس: 37].

     

     

    الأرض في القرءان و السنة ...-02- Ea1rth-orbit

     

    دوران الأرض المغزلي حول نفسها ينتج عنه الليل والنهار

     

    وقد وضح المفسرون آية الإعشاء بأنه تعالى يغطي أو يلحق زمنياً كلاً من الليل والنهار بالآخر بسرعة، أو أنه يجعل زمن الليل وزمن النهار يتعاقبان بسرعة على الأرض، كما أوضح المفسرون آية الانسلاخ بأنه تعالى يفصل أو يزيل النهار من الليل فيدخل الناس في الظلام، وفسروا المقصود بالتكوير والإيلاج أنه تعالى ينقص في زمن الليل بقدر ما يزيد في زمن النهار، وبالعكس.

    وبهذا كان مفهوم الليل والنهار لدى المفسرين مفهوماً زمنياً في هذه الآيات، وهذا هو المعنى الأصلي اللغوي، ولكننا إذا تدبرنا هذه الآيات في عصر العلم الحديث لوجدنا معاني أخرى مقصودة تشير إلى أن لفظي الليل والنهار يقصد بهما في القرآن في معظم الآيات لازمين من لوازمهما، وذلك: إذا استخدمنا ما يسمى في البلاغة بالمجاز المرسل لغوياً، والذي أخذ به المفسرون في آيات أخرى بمعنى الظلام والنور ( وليس بالمعنى الزمني ) كما في تفسيرهم لقوله تعالى على سبيل المثال:

    )والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى ([الليل: 1 ـ 2].

    )وجعلنا الليل لباساً. وجعلنا النهار معاشاً ([النبأ: 10 ـ 11].

    )وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً ([يونس: 67].

    وبهذا ذكر الله الليل والنهار في هذه الآيات الأخيرة قاصداً بالليل ظلمته، وبالنهار نوره، وقرينة هذا القصد:

    1ـ قوله تعالى في الأولى: )يغشى (، )تجلى ( لأن الذي يغشى، أي: يغطي الأرض، هو ظلمة الليل لا زمنه، وما يتجلى أي: يظهر بوضوح على الأرض هو نور النهار في الغلاف الجوي وليس زمنه.

    2ـ قوله تعالى في الثانية: )لباساً (، )معاشاً (،لأن ما يغطي الناس كاللباس هو ظلمة الليل لا زمنه، وما يساعد على المعاش هو نور النهار وليس زمنه.

     3ـ قوله تعالى في الثالثة: )لتسكنوا فيه (و )مبصراً (لأن زمني الليل والنهار لا يساعدان مطلقاً على السكون والإبصار، وإنما يساعد عليها ظلمة الليل ونور النهار، وبهذا يتضح أن المفسرين وضحوا هذه الآيات الثلاثة الأخيرة بالمعاني التي ذكرناها، أي: باستخدام المجاز المرسل بتأويل والنهار بمعنى الظلام والنور مع الأخذ بالمفهوم الأصلي الزمني لليل والنهار، وهذا صحيح ولكنهم لم يستخدموا هذا المجاز في آيات الأغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ!!.

    ولو تبصرنا، نحن الآن، في نور القرآن والعلم، وتدبرنا آيات تولد الليل والنهار الخاصة بالإغشاء [ الأعراف: 54 ، والرعد: 3 ]، والتكوير [ الزمر: 5] ، والإيلاج [ لقمان: 5]، والسلخ [يس: 37]، تجد أن هذه الآيات مقصود بها أيضاً المجاز المرسل، أي: لوازم الليل والنهار وليس زمنهما، ولتوضيح ذلك نتعرض أولاً لمفهوم المجاز المرسل لغوياً بمعنى إطلاق اللفظ أو الشيء، وقصد أحد لوازمه مع وجود قرينة تدل عليه، مثال ذلك عندما أقول: ( قر مجلس القسم ) أعني تماماً: ( قرار أعضاء مجلس القسم ) لأن المجلس لا يقرر، ولكن الأعضاء هم الذين يتخذون القرار وعضو هيئة التدريس لازم للمجلس، وإذا استعرضنا لوازم الليل والنهار في علم الطبيعة نجد عددها ستة بخلاف المعنى الأصلي الزمني وهي مازاً: ظلام الليل ونور النهار، مكان حدوث الليل ومكان حدوث النهار، سبب حدوث الليل وسبب حدوث النهار.

    وباستخدام الاحتمالات المنطقية من هذه اللوازم نصل ـ بإذن الله ـ إلى التفسير العلمي لآيات الإغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ، على الترتيب، ونصل أيضاً إلى إعجاز علمي قرآني عجيب!.

    ( أ ) آيات الإغشاء:

    قال تعالى: )يغشي الليل والنهار ( ومعناها: على اعتبار أن فيها حذفاً تقديره:

     يغشي الليل والنهار ويغشي النهار الليل، أي: أنه تعالى يغطي بالليل النهار ويغطي بالنهار الليل على سطح الأرض، وحيث إنه لا معنى لتغطية زمن بزمن فيكون المعنى بالمجاز المرسل: 0 يغطي الله بظلمة الليل مكان النهار على الأرض فيصير ليلاً، ويغطي الله بنور النهار مكان الليل فيصير نهاراً )، والقرينة على هذا المعنى المقصود قوله سبحانه: )يغشي (أي: يغطي، لأن الإغشاء يقتضي تغطية شيء بشيء، والأول المراد تغطيته هو مكان النهار ثم مكان الليل، والثاني: وهو الغطاء هو ظلمة الليل ثم نور النهار.

    يقول تعالى: )يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً ([الأعراف: 54].

    وهذه الآية جاءت لتصف تعاقب الليل والنهار عقب تمام خلق السماوات والأرض، حيث جعل الله ظلمة الليل تطلب مكان النهار، وضياء النهار يطلب مكان الليل على الأرض بسرعة لا بطء فيها في بداية تاريخ كوكب الأرض، وهذا لا يحدث إلا بدورانها سريعاً حول محورها، بحيث يتعاقب الليل والنهار بدليل العبارة القرآنية )يطلبه حثيثاً (وبذلك لا يبقى مكان على الأرض دائم الليل أو دائم النهار علاوة على أن الدوران السريع للأرض في بداية الخلق إعجاز علمي سنوضحه فيما بعد.

    ( ب ) آية التكوير:

    قال تعالى: )يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل (، والتكوير كما ذكرناه أصل معناه في اللغة: لف شيء على آخر في اتجاه مستدير ( مثال: كار العمامة على رأسه )، وحيث إنه لا معنى لتكوير ( أي: لف ) زمن على زمن، فإننا منطقياً لا بد أن نبحث عن المعنى المقصود باستخدام المجاز المرسل، وبهذا فإن التفسير العلمي الصحيح لهذه الآية هو: يكور ( أي: يلف أو ينشر في اتجاه مستدير ) الله  تعالى ظلمة الليل على مكان النهار على سطح الأرض فيصير ليلا، ويكور سبحانه نور النهار على مكان الليل فيصير نهاراً، وهذا معناه بلغة علم الطبيعة والفلك: ( لف الأرض الكروية حول محورها أمام الشمس )، وذلك حتى يحدث تتابع الليل والنهار في الغلاف الجوي للأرض، ويؤيد ذلك: آية الإيلاج وتكرار الفعل يولج، وآية التكوير وتكرار الفعل يكور، فالتكرار هنا يؤكد الحركة المغزلية للأرض لكي يحدث تتابع الليل والنهار، ويحل أحدهما مكان الآخر.

    ( جـ ) آية الإيلاج:

    قال تعالى: )يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل (،والإيلاج أصل معناه: إدخال شيء في آخر بحيث يحيط به ويساويه، حجماً ومساحة، وحيث إنه لا معنى مطلقاً لإيلاج زمن الليل في زمن النهار أو بالعكس، فإن المقصود من تعاقب الليل والنهار بإيلاج كل منهما في الآخر هو بالمجاز المرسل، إيلاج لازم من لوازم الليل في آخر من لوازم النهار السابق ذكرها والمعنى المنطقي المقصود باختيار اللازم المناسب هو ( يولج الله مكان الليل في مكان النهار فيصير نهاراً، ويولج مكان النهار في مكان الليل فيصير ليلاً. أي: يجعل مكان الليل يحل محل مكان النهار والعكس بالعكس على سطح الأرض ).

    الأرض في القرءان و السنة ...-02- Earth

    صورة للأرض ويظهر فيها كيف الليل يلج في النهار

    وهذا معناه بلغة الطبية والفلك: أنه تعالى يجعل الأرض تدور حول نفسها أمام مصدر الضياء من الشمس ( أو النجوم بالنسبة للأرضين الأخرى )، فيتبادل كل من الليل والنهار مكان الآخر على الأرض، أي: يحل الأول محل الثاني، وبالعكس بالتساوي تماماً، وبذلك يتعاقب الليل والنهار على الأرض مع تساوي مساحة مكان كل منهما، أي: تساوي حجم نصفي الكرة الأرضية حول محورها، حتى يتوفر معنى الإيلاج لغوياً، وحيث إن سطح الأرض منحني ومنقسم قسمين أحدهما يكون نهاراً والآخر ليلاً، وذلك نتيجة من آية التكوير، وحيث إن مكان الليل والنهار على الأرض متساويان ويتبادل كل منهما مكان الآخر بدورانها حول نفسها ( معنى آية الإيلاج )، وحيث إن هذا التبادل يستلزم تماثل وتساوي المكانين حجماً ومساحة حتى يمكن إحلال كل منهما محل الآخر، لأنه إذا زاد أو نقص ـ أي: المكانين عن الآخر ـ لا يتحقق هذا التبادل المتماثل في الإحلال، ولا يتحقق المعنى اللغوي للإيلاج في الهندسة الفراغية، وهذا التماثل يؤدي إلى استنتاج كروية الأرض وانتظام شكلها، لأن نصفيها متساويان والمحور ينصف الكرة تماماً.

    والخلاصة: أن نظام تولد الليل والنهار طبقاً للوصف القرآني يؤدي إلى أن الأرضين عموماً خلقت كروية الشكل تدور كل أرض حول نفسها، أي: حول محورها الذي لا بد وأن يقسمها قسمين متساوين تماماً أمام النجوم، أي: الشموس الملازمة لها، فصار الليل والنهار يتعاقبان بالإغشاء والتكوير والإيلاج، وكل لفظ منها يؤكد الحركة المغزلية للأرض، أليس هذا إعجاز قرآني عزيزي القارىء!.

    ( د ) آية الإنسلاخ:

    يقول تعالى: )وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ([يس: 37].

    والسلخ أصل معناه فصل الجلد من اللحم، وحيث إنه لا معنى لسلخ زمن النهار من زمن الليل، وأن الآية أو الدليل المقصود على قدرة الصانع جل وعلا ليس هو زمن الليل بل مكانه الذي ينسلخ منه النهار بدوران الأرض مغزلياً، فيكون تعالى قد ذكر الليل وقصد مكانه الذي يحدث فيه، وقرينته قوله تعالى: )وآية لهم (،ثم قوله تعالى: )نسلخ منه النهار (،أي:نسلخ من الليل، والمقصود: نسلخ من مكان الليل نور النهار، وقرينته قوله: )نسلخ (لأن السلخ يقتضي فصل شيء من شيء، وهو فصل النور من مكانه الذي سيصير مكان الليل.

    وبناءً على ذلك: يكون معنى الآية: ودليل لهم ( للناس ) على قدرتنا مكان الليل، إذ نسلخ أو نزيل منه نور النهار من مكانه على الأرض تماماً، كما نسلخ الجلد من اللحم فيدخل الناس في الظلام.

    وإن في تشبيه إزالة نور النهار من سطح الأرض بإزالة الجلد من اللحم إشارة قوية لبيان أن ضوء النهار ينشأ في سطح الغلاف الجوي للأرض، ولا يمتد إلى باطنها، كما ينشأ جلد الحيوان من لحمه ولا يمتد إلى باطنه، وبهذا فإن نور النهار مكتسب ومعكوس من سطح الأرض ومشتت في غلافها الخارجي، وليس ضوءاً ذاتياً كما في النجوم، وبهذا تظهر الحكمة في التعبير القرآني بسلخ نور النهار من الغلاف الجوي الذي يصبح ظلاماً بدون أشعة الشمس، كما أن الليل أو الظلام هو الأصل في الكون، فظلام الفضاء الكوني سائد حول جميع الأجرام لعدم وجود ذرات كافية في الفضاء لإحداث التشتت لضوء النجوم الذي لا يظهر إلا بالانعكاس على سطوح الأجرام أو التشتت في غلافها الجوي.

    مما تقدم يتضح أن النتائج المستنبطة[3]من آيات توليد الليل والنهار بالإغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ نتائج علمية هامة، ولكنها صعبة الفهم على ذهن من لم يكن ملماً بعلم الطبيعة والفلك إلماماً كافياً، وكما أنها نتائج لم يصل إليها علماء التفسير من قبل لتمسكهم بالمعنى الزمني لليل والنهار، وكان لهم في ذلك عذر واضح هو أن يجعلوا من تفسيرهم معنى يسهل فهمه ويتفق مع ما يعتقدوه ومع ما يشاهده الناس من سكون ظاهري للأرض، جزاهم الله خيراً على مجهودهم، ولو أن تفسيرهم للآيات الكونية لا يتفق تماماً مع بلاغة القرآن في الإيجاز الجامع ولا يظهر إعجازه العلمي، لأنه يجعل للآيتين المختلفتين معنى واحداً، كما فعلوا في آيات التكوير والإغشاء والإيلاج، بدلاً من المعاني المختلفة التي توصلنا إليها في هذه المحاضرة كما تقضي بلاغة القرآن وإعجازه العلمي.

    والقرآن لا ينكر صعوبة القضية، بل يصرح بها في آيات مختلفة بقوله سبحانه: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].

    وأولي الألباب: أي: أولى العقول المتعلمة المتخصصة، وقوله تعالى مشيراً إلى دوران الأرض حول نفسها: )والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر ([الفجر: 4].

    والحجر معناه: العقل المفكر، وهذا القسم يصف الليل بالحركة كناية بالغة عن حركة الأرض حول نفسها، ولقد تكرر هذا القسم بقوله سبحانه:

    )والليل إذا أدبر... ([المدثر: 33]. )والليل إذا عسعس ([التكوير: 17].

    وفعل عسعس معناه: أقبل ظلامه أو أدبر، وفعل يسر معناه: التحرك كما ذكرنا.

    ونلاحظ أيضاً: أن الله لم يصف النهار بالإقبال والإدبار، لأن هذا أمر طبيعي ينتج من إدبار الليل وإقباله، بل وصفه بالوصف الخاص بظواهر النور وسلوك الضوء القادم من الشمس أثناء اختراقه لطبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض مسبباً بالانكسار والتشتت والانعكاس ظواهر الإسفار في أول النهار، والشفق في آخر النهار، والنور أثناء النهار، ولولا الغلاف الجوي لساد الظلام فوق رؤوسنا رغم بزوغ الشمس، كما هو الحال في الفضاء، فتأمل قوله تعالى:

    )والصبح إذا أسفر ([المدثر: 34].

    )والنهار إذا جلاها ([الشمس: 3].

    وليس على القمر نهار كالذي نعرفه على الأرض تتجلى فيه الشمس، فسماء القمر حالكة السواد، وكذلك الفضاء بعد مغادرة الغلاف الجوي للأرض، أليس في كل هذا القسم بالليل والنهار أكبر داع لنا أن نتأمل ونتساءل عما أودع الله منهماا من عظيم حكمته ومظاهر عظمته وقدرته حتى استحقت أن يقسم الله لعباده بها وهو خالقهم وخالقها.

    وهناك آيات قرآنية أخرى تشير إلى دوران الأرض حول نفسها مغزلياً كما في قوله تعالى: )يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ([النور: 44].فالتقليب هنا حقيقة تحدث فعلاً، ويعني الحركة، وإحلال أحدهما محل الآخر حتى يتم التقليب، مشيراً بذلك على الدوران المغزلي للأرض بصريح العبارة بإحلال مكان الليل مكان النهار وبالعكس، وسبحانه الله مقلب الليل والنهار ومنزل القرآن.

    ( هـ ) آية السباحة في فلك:

    قوله تعالى مؤكداً هذه الحقيقة كسنة كونية سائدة لجميع الأجرام منذ بدأ خلقها: )وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ([الأنبياء: 33].فالآية هنا تشير إشارة دقيقة لطيفة إلى حركة الأرض ودورانها في النص القرآني المعجزة بنور العلم والبصيرة، واليل والنهار لغوياً ظرفاً زمان ولا بد لهما من مكان، كما تعلمنا في الفيزياء النسبية بأنه لا زمان بدون مكان، والمكان الذي يظهر فيه الليل والنهار هو بالتأكيد الأرض، وتشرق الشمس وتغرب ظاهرياً نتيجة الحركة الحقيقية المغزلية للأرض فيتولد الليل والنهار، ولولا دوران الأرض لما ظهر أو تعاقب ليل ولا نهار، فكأنه تعالى قول لنا في الآية الأخرى:

    )وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (، أي: أن كل من الأرض والشمس والقمر يسبح في هذا الفضاء الشاسع في فلك مستقل به... يا سبحان الله، فسوف نعرف في لقاء قادم كل هذه الأفلاك في دوران الأرض حول الشمس، ودوران الشمس حول مركز المجرة، ودوران القمر حول الأرض... وغير ذلك من أفلاك لجميع الأجرام السماوية، ولكن ما يهمني هنا هو الفعل ( يسبحون ) أي: يدورون، كما قال الحافظ ابن كثير.

    قال ابن عباس: يدورون كما يدور المغزل في الفلكة.

    وقال مجاهد: لا يدور المغزل إلا بالفلكة، ولا الفلكة إلا بالمغزل كذلك النجوم والشمس والقمر[4].

    وإنني ألاحظ هنا أنهم جميعاً لم يذكروا الأرض ضمن هذا الدوران المغزلي، لأنهم لم يدركوا كما ندرك الآن عمق المعنى، فالفعل ( يسبحون ) جاء هنا بصيغة الجمع ولو كان للشمس والقمر فحسب لجاء التعبير بالمثنى ( يسبحان )، ولكنه أراد بلك الأرض والشمس والقمر كمجموعة متكاملة، ولهذا عبر الفعل ( يسبح ) عن الأرض بدلالة الليل والنهار بالمجاز المرسل، بل وأطلق عليها لفظة الخلق ( خلق الليل والنهار )، والخلق لغوياً لا يكون إلا للشيء الحسي، لا للظرف الزماني، فسبحان من أنزل القرآن بدقائق الأخبار، وبدائع الأسرار تذكرة لأولي الأبصار.

    وإطلاق الظرف وإرادة المحل والمكان معروف كما ذكرنا في اللغة، ومشهور في الآيات الغير كونية أيضاً كقوله سبحانه عن أهل الجنة: )وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون([آل عمران: 107]. الرحمة هنا صفة لا يمكن أن يحل بها الإنسان، ولما كانت الجنة هي مكان تنزل رحمة الله، كما يقول فضيلة الشيخ الصابوني، معناه: إطلاق الصفة ويراد بها الموصوف، أو الظرف ويراد به المظروف، وقد يقول قائل: لماذا لم يصرح القرآن الكريم بأن للأرض فلك وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس، كما صرح بذكر فلكي الشمس والقمر، والجواب: أن القرآن حكيم كما قال سبحانه: )آلم تلك آيات الكتاب الحكيم (،هو حكيم في تعبيره، كما هو حكيم في تشريعه، وقد أمرنا أن نخاطب الناس بقدر عقولهم، كما قال الإمام علي رضي الله عنه: ( خاطبوا الناس بقدر عقولهم، أتحبون أن يكذب الله ورسوله )، فهل من الحكمة عزيزي القارىء أن يكشف القرآن وقت نزوله عن أمور لا تتحملها عقول البشر، وأن يخاطبهم بما يسارعون إلى إنكاره أو تكذيبه؟ ولهذا هيأ الأسلوب القرآني الرائع القلوب والأذهان لاستقبال ما سيتمخض عنه الزمان بلا جحود ولا تحجر ولا تكذيب ولا استهزاء وذلك مع روائع حكمة القرآن، فهل أدركت عزيزي القارىء في عصر الفضاء معنى قوله تعالى: )كل في فلك يسبحون (؟لقد شاهد رواد الفضاء كوكب الأرض تسبح في هذا الأفق البعيد، رأوها تدور حول نفسها وحول الشمس.. حقاً رأوها رأي العين، فلم يجدوها مرتكزة على حيتان أو على قرن ثور، بل هي معلقة في هذا الفضاء الواسع دون أن تهوي بنا في ظلمات الكون، وتجري دون أن تقذف بنا من على سطحها وما يمسكها إلا الرحمن، كما في قوله تعالى: )إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ([فاطر:41].فالسماوات قائمة بدون عمد والأرض تدور كبقية الأجرام في أفلاك هذا الفضاء الشاسع، ولو كانت الأرض مرتكزة أو واقفة على شيء لما احتاجت إلى إمساك تماماً كالكرسي الذي تضعه على الأرض لا يحتاج على أحد يمسكه، لكنك إذا رفعته عن الأرض في الهواء فعليك أن تبحث عن وسيلة إمساكه... فكذلك الأرض في ملكوت الله وفضائه الواسع أمسكتها يد العزيز الرحيم الذي أطلق قوانين الجاذبية والطرد المركزي لتصنع الميزان الإلهي، كما في قوله تعالى: )والشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان. والسماء رفعها ووضع الميزان ([الرحمن: 5 ـ 7]وكما أن قوله تعالى: )والجبال أوتاداً ([النبأ: 7].تدل على حركة الأرض التي ثبتها الله بالجبال حتى لا تميد بنا أثناء حركتها كما في قوله تعالى: )وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم ([الأنبياء: 31].أي: لئلا تضطرب بالناس اضطراباً مخلاً وتتزلزل تحتهم فلا يستقرون عليها، وفي تقديري: أن الذي يميد هو الشيء المتحرك وليس الساكن، فمعنى يميد ميداً: أي: تحرك مما يشير إلى الأرض، لأن الذي يخشى منه أن يميد ويضطرب هو الجسم المتحرك وليس الساكن، وحركة الأرض لم تكن معروفة للمفسرين القدماء بدليل قول الحافظ ابن كثير: جعل فيها جبالاً أرسى الأرض بها، وقررها وثقلها لئلا تضطرب بالناس وتتحرك، فلا يحصل لهم قرار عليها لأنها غامرة في الماء إلا مقدار الربع، فإنه باد للهواء والشمس ليشاهد أهلها السماء... وكذا تخيل ابن كثير الأرض كسفينة ثابتة لا تتحرك ومغمورة فقط في هذه المحيطات المائية ولم يتخيلها متحركة في السماء تدور حول نفسها وحول الشمس، ولهذا أقول دائماً: إن المفسرين بشر يؤخذ من كلامهم ويرد، ولا بد من معارضة كل التفاسير التي تنفي حركة الأرض لأن السكوت على ذلك نوع من الجحود والتخلف وحجر على العقول والقلوب المتفتحة لرؤية حقائق القرآن بنور العلم والإيمان، وحجب لأهم مميزات القرآن وهي خلود وتجدد إعجازه، ويجب على علماء الدين وعلى الجامعات الإسلامية أن تتنبه لمثل هذه التفاسير الخاطئة حتى تنفي عن الإسلام ما هو منه براء.

    ( و ) آيات الظلال:

    يقول تعالى: )ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً، ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً ([الفرقان: 45 ـ 46].

    هاتان الآيتان دليل قرآني واضح على دوران الأرض حول نفسها لأنها لو كانت غير متحركة لسكن الظل ولم يتغير طولاً أو قصراً، كما عرفنا حديثاً، لأن ظاهره الظل وتغير طوله لا تعليل لها إلا بالدوران المغزلي للأرض، وليس كما توهم الناس بدوران الشمس حول الأرض من الشرق إلى الغرب في الحركة اليومية الظاهرية الخادعة التي لا وجود لها، والتي كان القدماء يعتقدون بوجودها متوهمين أن تغير طول الظل مشروط بانتقال الشمس من الشرق إلى الغرب، وكان هذا الاعتقاد الخاطىء مطبقاً في ما يسمى بالمزولة الشمسية لقياس الزمن من شروق الشمس وغروبها، ولكننا الآن عرفنا أن الأرض هي التي تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق، فتبدو لنا الشمس في كبد السماء نهاراً والنجوم ليلاً، وكأنها جميعاً تدور (ظاهرياً) من الشرق إلى الغرب في عكس اتجاه الحركة الحقيقية للأرض تماماً، مثل خداعك بتحرك أعمدة التلغراف ظاهرياً عندما تنظر أنت إليها من شباك قطار متحرك، وشتان بين الظن واليقين.

    وبهذا: فالمتحرك والمسبب لتغير طول الظلال هو الدوران المغزلي للأرض وليس دوران الشمس، لأن الأخيرة هي مؤشر ودليل ضوئي فقط ندرك به الظلال، ولهذا يقول سبحانه: )ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً (،وبهذا لم يدافع القرآن الكريم هنا عن النظرية المركزية الأرضية ليطليموس، والتي كانت سائدة في عصر الوحي باعتبار خاطىء يدعي ثبات الأرض ودوران كل الأجرام حولها بما فيها الشمس، ولهذا لا تعارض مطلقاً بين القرآن والعلم اليقيني، فكلاهما من عند الله، ولن يحدث تعارض بينهما إلا إذا أخطأ العلم طريقه أو أخفق المفسرون في فهم الآية القرآنية.... وأنا هنا لا أغير من نص قرآني ـ معاذ الله ـ ولكنه التفسير هو أحد فروع علوم الدين وليس الدين نفسه، وأطالب المسؤولين في الأزهر بإحياء علوم الدين بوسيلتين:

    ( أ ) مراجعة التفسيرات وخاصة للآيات الكونية.

    ( ب ) تنقية ما علق بالتفسيرات من إسرائيليات وخرافات لا تتفق مع عظمة القرآن وظاهرة الظل وانتقاله آية من آيات الله في الكون.

    يقول تعالى: )والله جعل لكم مما خلق ظلالاً ([النحل: 81].

    وقوله تعالى: )أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون ([النحل: 48].أي: تميل ظلال الأشياء من جانب إلى جانب ساجدة لله سجود خضوع لمشيئته تعالى وانقياد لا تخرج عن إرادته ومشيئته، لأن هذه الظلال مرتبطة بالدوران المغزلي لجميع الكواكب والأجرام، ولو شاء الله لجعل الظل ساكناً بإيقاف هذا الدوران.

    والطواف عموماً، سنة الله في الكون كتعبير فيزيائي عن السجود لخالق الكون، فالكل في فلك يسبحون ويسجدن، لأن كل الأشياء منقادة لقدرة الله، فكيف يتعالى ويتكبر على طاعته أولئك الكافرون من الناس. يقول سبحانه: )ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض، والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ([الحج: 18]حقاً، فالدوران نوع من أنواع السجود والانحناء كما ينحني المسلم لربه في صلاته، وكما يطوف الإنسان بالدوران حول الكعبة. يقول سبحانه )ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالعدو الآصال ([الرعد: 15].

    ودوران الأرض حول نفسها نعمة كبرى ورحمة إلهية، كما في قوله تعالى: )ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ([القصص: 73].

    والدليل على استمرار الدوران المغزلي هو تغير طول الظل، أما إذا سكن الظل فهذا معناه: ثبوت الأرض وتوقفها عن الدوران المغزلي، وهذا الاحتمال ـ والله أعلم ـ قائم علمياً بل وأشار أيضاً إلى هذا الاحتمال في قوله سبحانه: )ولو شاء لجعله ساكناً ([الفرقان: 45].وأشار أيضاً إلى هذا الاحتمال في قوله سبحانه: )قل أرأيتم إن جعل عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ([القصص: 71].

    وقوله عز من قائل: )قل أرأيتم إن جعل عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ([القصص: 72].

    فهل ستسكن الأرض عن دورانها المغزلي يوماً ما؟ فيحدث الليل الدائم ( السرمد ) في نصفها والنهار الدائم في النصف الآخر تمهيداً لانعكاس اتجاه دورانها حول نفسها، وعندئذٍ تشرق الأرض من مغربها كما في الحديث الصحيح عن إحدى أمارات الساعة، أو كتفسير لقوله تعالى: )رب المشرقين والمغربين ([الرحمن: 17].أي: رب مشرقنا الحالي ومشرقنا الجديد في المستقبل، وبالمثل رب المغرب الحالي والمغرب الجديد في المستقبل كأحد احتمالات التفسير للآية الأخيرة لو حدث سكون، ثم انعكاس لاتجاه مغزلية الأرض، كما أتخيل أحياناً كفيزيائي، ولو أننا نفهم هذه الآية حالياً على أنها تشير إلى المشرقين الذين يحددان نهايتي مواضع مشرق الشمس على مدار السنة واللتان يقع بينهما مشارق كثيرة، وبالملل بالنسبة للمغربين نتيجة دوران الأرض حول الشمس مرة كل عام، أو كتفسير آخر أن الآية تشير إلى كروية الأرض ودورانها المغزلي، فالنصف المظلم من الكرة يصبح منيراً، أي: يصبح المغرب مشرقاً، وبالعكس: يصبح المشرق مغرباً، نتيجة التبادل المستمر لليل والنهار، وحيث إن لدينا نصفين متماثلين، فإن لدينا إذن مشرقين ومغربين على نفس الكوكب. والله أعلم.

    ( هـ ) ميل محور الأرض أثناء الدوران في فلكها:

    يميل محور الدوران المغزلي للأرض بمقدار 23.5 على العامود الرأسي على مستوى مدارها حول الشمس، وميل المحور هو السبب في حدوث الفصول، ولو انعدم ميل المحور لانعدمت الفصول ولتساوت مدة الليل مع مدة النهار، ولكن إرادة الله شاءت اختلاف الجو على مدار السنة واختلاف زمن الليل والنهار باختلاف الزمان والمكان على الأرض، وصدق تعالى قوله: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].

     

    الأرض في القرءان و السنة ...-02- R

     

    الأرض تميل عن محورها بـ 23.5 درجة يظهر هذا في الشكل

    ولتوضيح هذا الاختلاف في زمن الليل والنهار نبدأ بالقاهرة، حيث يتغير هذا الزمن حسب الفصول، ولكن مهما طال النهار عندنا فعدد ساعاته لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد إلا قليلاً، ولكن ليس الأمر كذلك في كل بقاع الأرض التي يعلو خط عرضها عن خط عرضنا في النصف الشمالي للأرض، وخاصة في منطقة القطب، فالنهار يصل عندنا إلى 14 ساعة صيفاً، يزداد إلى 20 ساعة عند خط عرض 63، ويصل إلى ستة شهور عند الدائرة القطبية، حيث تظل الشمس ساطعة في أفق السماء عند القطب طوال هذه المدة صيفاً، ولهذا فإن سكان المناطق الشمالية ـ عموماً ـ يعيشون في بعض شهور السنة أوقاتاً غريبة بضعها ليالي مضيئة تستطع فيها الشمس إلى أوقات متأخرة، حتى أنهم يرون الشمس في منتصف الليل، ولا تعدو المدة بين غروبها وشروقها في هذه البلاد إلا ساعات قليلة، بل قد تنعدم ساعات الإظلام وتظل الشمس ساطعة تهبط إلى خط الأفق ولا تختفي تحته بل تسبح فوقه ثم تعود ثانية للصعود، وبالعكس، يعم الظلام مثل هذه المناطق أياماً طويلة أو أسابيع كاملة، بل شهوراً كاملة في الشتاء، وبذلك تتميز هذه المناطق الشمالية من النصف الشمالي ( كالسويد والنرويج وألاسكا وجرينلاند وشمال روسيا ) بهذه الظواهر صيفاً وشتاء، ويحدث العكس بالتبادل في نصف الكرة الجنوبي، فبينما لا تغيب الشمس طوال ستة شهور الصيف في سماء القطب الشمالي، فإن الشمس لا تصل إليه طوال ستة شهور الشتاء ليصبح ظلاماً حالك، ويحدث العكس في سماء القطب الجنوبي، ويتسبب ميل المحور في اختلاف فصول السنة: الشتاء والربيع والصيف والخريف.

    يذكر القرآن الكريم منطقتين وصل إليهما ذو القرنين، حيث أطلق على الأولى المظلمة ( مغرب الشمس )، إشارة إلى ليلها الطويل، والأخرى ( مطلع الشمس )، إشارة إلى نهارها الطويل كما في قوله تعالى على الترتيب: )حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً ([الكهف: 86].والعين الحمئة: أي: البئر المظلمة، كما تبدو لدى القرنين ظاهرياً، إشارة إلى الليل الطويل، وقوله سبحانه: )حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً ([الكهف: 90]. أي: أن ذا القرنين وجد الشمس هناك تطلع عليهم مدة طويلة على خلاف ما تعود في بلاده فالنهار عندهم طويل.

    كما أشار القرآن الكريم إلى الظلال بأسلوب يدل على ميل محور دوران الأرض، كما في قوله تعالى: )وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه، ذلك من آيات الله ([الكهف: 17].ومعنى تزاور: أيـ تميل، ومعنى تقرضهم: أي: تقطعهم وتبعد عنهم، وهذا يدل على ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى دورانها حول الشمس، ولولا هذا الليل لأصبح للشيء ظل واحد فقط من جهة واحدة، ولكننا نرى الحائط مثلاً في الضحى له ظلان: ظل أمامه، وظل عن الجانب الأيسر بالنسبة للشخص الناظر إلى الحائط من ناحية الغرب، أما في فترة العصر فإننا نرى العكس من ذلك، حيث نرى للحائط ظلاً خلفه وظلاً ناحية الجانب الأيمن بالنسبة لنفس الشخص السابق، ولولا ميل المحور لما حدث ذلك، ولهذا تشير الآية أن هذا الموضوع من آيات الله لأن ميل المحور يؤدي إلى اختلاف الليل والنهار باختلاف المكان والزمان على سطح الأرض، وهذه لحكمة يشير إليها المولى سبحانه وتعالى في قوله: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].

    ( س ) تغير سرعة تعاقب الليل والنهار مع مرور الزمن:

    يحدث تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض حول نفسها، وسرعة هذا التعاقب هي نفسها سرعة هذا الدوران،ولقد تبين علمياً أن هذه السرعة كانت عالية عند بدء خلق الأرض، ثم تناقصت بالتدريج مع مرور الزمن، وما زال هذا التناقص مستمراً بسبب ظاهرة المد والجزر التي تعمل كفرملة لكوكب الأرض بواسطة جذب القمر لمياه البحار والمحيطات ( التي تغطي ثلاثة أرباع سطح الأرض ) أثناء مواجهة هذا الماء للقمر، فترتفع هذه المياه عن سطح الأرض عالياً، ويحد المد وتدور الأرض بهذه المياه ليواجه القمر مياهاً غيرها فيحدث المد فيها، بينما يهبط الماء الأول بعد أن دارت به الأرض وابتعد عن تأثير القمر، فيحدث الجذر، وحيث إن الماء الممدود يرتطم على التوالي بسواحل المحيطات وقيعانها فيعوق دوران الأرض حول نفسها، وهو تعويق يؤدي إلى إبطاء سرعة هذا الدوران، ورغم أنه تعويق ضئيل للغاية إلا أنه يؤدي إلى طول اليوم على كوكب الأرض بمرور الزمن، ولقد تبين علمياً أنه يزداد بمقدار (1......... ثانية) كل قرن، وقد يندهش القارىء لصغر هذه الأجزاء من الألف من الثانية التي يزداد بها طول اليوم الأرضي كل قرن، ولكن هذه الزيادة الضئيلة جداً تتراكم بمضي الزمن عبر بلايين السنين لتؤثر فعلاً في طوال اليوم، فلو رجعنا بالزمن إلى الدوران لحظة تاريخ نشأة الأرض لوجدنا زمن اليوم الأرضي كان 4 ساعات فقط، ثم أخذت الأرض في التباطؤ التدريجي في الدوران حول نفسها بفعل المد والجزر لدرجة أن زمن اليوم الأرضي أصبح 22 ساعة بعد مرور 4 مليار سنة على نشأة الكوكب، أي: منذ 500 مليون سنة، وأصبح الآن 23 ساعة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 4:54 pm