يذكر أن أول تجربة للمطر الصناعي قام بها علماء
الاتحاد السوفيتي قبل 50 سنة وتطلبت منهم ميزانية هائلة وقتذاك، ومن بين
أشياء أخرى فريق عمل متدرب وخبير ومتمرس. والتقنية غير متاحة بسهولة ودقيقة
بما يكفي وهناك خمس شركات شهيرة في العالم تنتج المطر الصناعي، كل دورة
مطر تكلف صاحب الطلب 7 ملايين دولار وهذه الأسعار في «سوق الماء» لعام 2007
. وربما تزيد هذه التكلفة لو تم الاعتماد على الألواح الشمسية لتنقية
المياه وتزيد بارتفاع درجة الحرارة وتزيد أكثر لو كانت في منطقة جافة
وتعاني من نقص المياه، لأن تشكيل الغيوم لا يمكن أن يحدث من لا شيء!
واستخدام تكنولوجيا المطر الصناعي تتضمن ثلاث مراحل نشرحها بطريقة سهلة:
o المرحلة الأولى هي تهييج وتحفيز الهواء باستخدام مواد كيميائية لغرض
تشكيل الغيوم ومن ثم يبدأ عمل الحاسبات التي ستدرس تشكيل الغيوم في هذه
المرحلة باستخدام كوربيد الكالسيوم وثاني كلوريد الصوديوم (المطحون جيدا)
وأكسيد الكالسيوم ومركبات نترات الأمونيوم التي تصنع بخار الماء وتكثيفه في
طبقة جو معينة.
o المرحلة الثانية فتدعى تعزيز المرحلة الأولى، فالغيوم تعزز بمواد
كيميائية سهلة للغاية ونستخدمها جميعا وهي ملح الطعام بصيغة نترات
الأمونيوم والثلج الجاف ( ثاني أكسيد الكربون الصلب ) ومن حين لآخر تصب على
الغيوم الصناعية كلوريد الكالسيوم ليزيد من النوى ويكثف الغيوم أكثر.
o في المرحلة الثالثة يبدأ القصف الكيميائي بالآيوديد الفضي والثلج الجاف
الذي يساعد على نزول قطرات المطر. ان شرحنا السهل لا يعني أن العملية سهلة،
فهي تتطلب درجة عالية من الخبرة والتجربة والوسائل التكنولوجية المتقدمة
جدا وحرفية في اختيار المواد الكيميائية وفق كل طبقة جو وأجواء مناخ واتجاه
وسرعة الرياح وإدارة موفقة للصواريخ التي تنفذ القصف الكيميائي في المرحلة
الثالثة، والتي يمكن إطلاقها من الأرض أو من على متن طائرات خاصة. والقصف
من الصعوبة بحيث لا يمكن شرحه، ولكن العملية تجري بارتفاع 18 ألف متر
لتحفيز تشكيل بلورات الثلج في عنقود الغيمة.
وفي الكثير من الحالات لا يؤازر النجاح صناع المطر، فهؤلاء العاملون
الأفذاذ قد ينجحون في تشكيل الغيوم، لكنهم يواجهون في المرحلة الثالثة
صعوبة بالغة في تخفيض درجة حرارة الغيوم أو حينما لا يكثفون بخار الماء في
الغيوم ويستعملون لهذا الغرض خططا بديلة برش الغيوم بالمواد الكيميائية
المذكورة بواسطة طائرات صغيرة مخصصة لهذا الغرض
استمطار لمواجهة الجفاف والتلوث
تخوض دولة الامارات العربية المتحدة تجربة
الاستمطار الصناعي حيث شارفت ادارة دراسات الغلاف الجوي التابعة لوزارة
شؤون الرئاسة على الانتهاء من الدراسات الخاصة بهذه التجربة وما يتعلق بها
من بحوث في مجال الغلاف الجوي والخصائص الفيزيائية والكيميائية لسماء
الامارات. وقامت السلطات الاماراتية بدراسات لتعزيز مصادر المياه وتخزينها
واستخراجها، وشارك علماء من ثماني دول و24 مؤسسة في تجارب شاركت فيها
طائرتان قامتا بـ 21 طلعة خلال شهرين استغرقت أكثر من 80 ساعة لرصد الغلاف
الجوي. وقال مدير ادارة دراسات الغلاف الجوي بالانابة عبدالله المندوس ان
البحث أنتج أول دراسة مكتملة حول الخصائص الكيميائية والفيزيائية وذرات
الغبار للغلاف الجوي في دولة الامارات. وأشار الى أن الظروف الجوية القاسية
التي تتفاقم مع النمو السكاني والتغيرات الديموغرافية تتطلب المزيد من
البحث في الوسائل اللازمة للحد من تلك التأثيرات الضارة خاصة على المجتمع
الاماراتي.ولفت المندوس الى أن هناك دليلا كافيا على أن النشاطات البشرية
كالتلوث الصناعي المنبعث في الهواء والتلوث القادم من آسيا وأوروبا
وافريقيا الى المنطقة يؤدي الى تغير العمليات الجوية في شبه الجزيرة
العربية ومنطقة الخليج وبمستويات متفاوتة.
وكشف أن الدراسة التي أجريت لتقييم الفوائد المحتملة من الاستمطار الصناعي،
خلصت استنادا الى تجارب أجريت على السحب، الى أن السحب الشتوية تعد اقل
فرصة للاستفادة منها في عملية الاستمطار، بينما السحب الصيفية وخاصة
الركامية منها، تعد فرصتها اكبر للتجاوب مع عملية الاستمطار. وأوضح تقرير
ادارة دراسات الغلاف الجوي الاماراتية أن المواد الناتجة عن النشاطات
البترولية كالكبريت والبوتاسيوم مثلا يمكن ان يكون لها تأثيرات ايجابية في
تكوين النواة التي تشكل قطرات المياه وبالتالي تسهل عملية الاستمطار. ومما
يذكر أن هناك تجارب في الاستمطار أجريت في دبي لأول مرة على مستوى منطقة
الخليج.
مخاطر المطر الصناعي
بالرغم من الفوائد الكثيرة التي يجنيها الإنسان والطبيعة من المطر الصناعي،
إلا أنه لا يخلو من المخاطر، فالمواد الكيميائية التي تستعمل لغرض إنتاج
المطر الصناعي يمكن أن تؤثر في أنماط المناخ والمنظومة البيئية وتغيير
مصادر المياه وبعض العلماء اشتكى من تأثير هذا النوع من المطر على التربة
نفسها. لكن الدراسات أثبتت أن المطر الصناعي يسجل مثل هذه المخاطر في حالة
الاستعمال المفرط للمواد الكيميائية، الأمر الذي يجعل التربة غير منتجة.
والكلام حسب خبراء المطر الصناعي له عواقبه بعيدة المدى، أضف إلى ذلك
تكلفته العالية، التي تجعل البلدان الفقيرة وهي عادة ما تعاني من الجفاف
الحاد لا تستطيع توفيرها.
أنصار البيئة قدموا أبحاثهم العلمية وتوصلوا إلى ما أسموه بـ «النتائج
الكارثية»، واستند البعض إلى فرضية راديكالية بما يكفي، حينما ادعوا أن من
نتائج استخدام الصين المفرط لتكنولوجيا المطر الصناعي قتل المزيد من البشر
والطيور بظهور انفلونزا الطيور!
الأربعاء مايو 30, 2018 8:53 pm من طرف Nanondouch
» إختبار الثلاثي الثالث مادة العلوم الطبيعية
الأربعاء مايو 16, 2018 9:05 pm من طرف حاج
» دلیل بناء اختبار مادة علوم الطبیعة والحیاة في امتحان شھادة البكالوریا – أكتوبر 2017
الخميس نوفمبر 30, 2017 11:58 pm من طرف زغينة الهادي
» ملفات مفتوحة المصدر لجميع مصممين الدعاية والاعلان
السبت نوفمبر 25, 2017 1:04 am من طرف زغينة الهادي
» مادة الرياضيات السنة الاولى ثانوي
الخميس نوفمبر 16, 2017 12:12 am من طرف اسماعيل بوغنامة
» برنامج لصنع توقيت مؤسسة تربوية
الخميس سبتمبر 28, 2017 11:12 pm من طرف زغينة الهادي
» كل ما يخص الثانية متوسط من مذكرات ووثائق للأساتذة
الثلاثاء سبتمبر 26, 2017 11:03 am من طرف linda.hammouche
» المنهاج والوثيقة المرافقة له للجيل الثاني في كل المواد لمرحلة التعليم المتوسط
الثلاثاء سبتمبر 26, 2017 10:56 am من طرف linda.hammouche
» دليل استخدام كتاب الرياضيات الجيل الثاني سنة4
الجمعة سبتمبر 22, 2017 1:26 pm من طرف زغينة الهادي