من أخطر التغيرات المناخية على الكائنات الحية هي ظاهرة الجفاف الذي يعد تحديا كبيرا للإنسان والحيوان على حد سواء وهو قلة الأمطار وقلة غزارة الينابيع وبالتالي قلة مياه الشرب للإنسان والحيوان وقلة المياه لري المحاصيل والأشجار المثمرة وبالتالي انخفاض المساحات المروية وتراجع إنتاجيتها 0
وسوريا كغيرها من دول المنطقة تعرضت لظروف الجفاف الصعبة جدا وقد لغت شدة الجفاف حد لم تبلغه منذ أربع عقود 0 حيث كان الجفاف فيه عاما وشاملا وفي معظم المناطق الجغرافية في سوريا وخاصة في منطقة البادية السورية وكان له أثار اقتصادية كبيرة لمواسم سابقة وكذلك تأثرت معظم المساحات البعلية المزروعة بالحبوب والبقوليات والمراعي الطبيعية التي يعتمد إنتاجها أساسا على الأمطار وكذلك انخفاض الكفاءة الإنتاجية للثروة الحيوانية 0
- تأثير الجفاف على الإنتاج النباتي :
إن موجة الجفاف التي يتعرض لها القطر ما زالت مستمرة حتى موسم 2009 – 2010 حيث أدى انحباس الأمطار وتراجع معدلات الهطول المطري إلى انخفاض معدلات مياه الري في الأنهار الموجود في سوريا وكذلك انخفاض مستوى المياه بالآبار مما أدى إلى تراجع في المساحات المروية وانخفاض إنتاجية المساحات البعلية 0
وكان التأثير الأشد للجفاف على مناطق البادية والمناطق الهامشية ومنطقة الجزيرة حيث تأثر الإنتاج النباتي والحيواني كثيرا 0
ويمكن القول وبكل أسف أن استمرار الجفاف سوف لا يبشر بإنتاج جيد من المحاصيل المزروعة سواء كانت مروية أو بعلية وبالتالي سوف ينعكس سلبا على دخل المزارع وحياته الاجتماعية 0
وبالتالي سوف يفكر بتأمين مصدر لعيشه في مكان أخر أي تدفعه الظروف إلى ترك أو إهمال أرضه 0
تأثير الجفاف على الإنتاج الحيواني :
إن استمرار حالة الجفاف وموجات البرد والصقيع أثرت على البادية بشكل كبير مما أدى إلى انعدام المراعي وتدهور غطائها النباتي وبالتالي حرمان الأغنام من تأمين كفايتها من المراعي الطبيعية وهذا أدى إلى تراجع كبير في أوضاع الأغنام لا سيما القطعان المتوسطة والصغيرة الحجم حيث تدهورت أحوالها الصحية وارتفاع نسبة النفوق وكذلك انخفاض معدل الولادات خلال موسم التوالد عن معدلاتها الطبيعية نتيجة الأوضاع الصحية الصعبة التي تعاني منها الأغنام بشكل عام والنعاج بشكل خاص مما أثر أيضا على انخفاض إنتاج الحليب عن معدلاتها الطبيعية وكذلك مشتقات الحليب الجاهزة للاستخدام البشري هذه الظروف دفعت المربين إلى زيادة طلبهم على المواد العلفية المركزة للحفاظ على حياة الثروة الحيوانية مما أدى إلى ارتفاع أسعارها في السوق هذا أثر على أعداد الثروة الغنمية نتيجة إقدام بعض المربين وخاصة الذي يملكون أعداد قليلة إلى التخلص من أغنامهم عن طريق بيعها بأسعار منخفضة جدا عن أسعارها الحقيقية 0
وبالتالي تراجع في أعداد المربين في البادية والجزيرة 0
- ثأثير الجفاف على المجموعات السكانية :
إن ظروف الجفاف وانعكاساتها وظروف الغلاء العالمي والمحلي أدت إلى صعوبة تأمين المواد الغذائية والعلفية و تراجع أحوال الأسر المعتمدة في معيشتها على القطاع الزراعي والحيواني لا سيما في المناطق الهامشية ومناطق الجزيرة الذين تضرروا من الجفاف وخسروا قسما من إنتاج محاصيلهم 0
وفي مناطق البادية لجأ عدد كبير لبيع قسم من القطيع لسببين أولهما عدم قدرتهم على تأمين المواد العلفية الكافية وعدم توفر المرعى 0 والثاني حاجتهم لتأمين القوت اليومي لأفراد الأسرة 0 ولكن أوضاع الأغنام الصعبة وظروف الأسواق أدت إلى بيع الأغنام بأسعار زهيدة 0 فمن المعروف أن أعداد كبيرة من أسر البادية تعتمد على الانتقال مع قطعانها إلى المناطق الهامشية والجزيرة خلال أشهر الصيف والخريف لتأمين رعي الأغنام على مخلفات المحاصيل الحبية وضمان المحاصيل الرعوية 0
وكذلك من أجل تأمين فرص عمل لأفراد الأسرة في النشاط الزراعي خلال موسم الحصاد والعناية بالمحاصيل الهامة مثل ( القطن – والشوندر السكري ) ولكن ظروف الجفاف في المواسم الأخيرة أدت إلى تضائل فرص العمل لهذه الأسر 0
وكذلك ارتفاع أسعار ضمان بقايا المحاصيل أدت إلى إثقال كاهل مزارعي المحاصيل ومربي الأغنام وأصبحت أوضاع هذه الأسر من الصعوبة غير قادرة على تأمين الغذاء الكافي للأسر ناهيك عن مستلزمات المعيشة الأخرى0
الوقاية من تأثير الجفاف :
أظهرت أزمة الجفاف الحالية الحاجة إلى وجود إستراتيجية وخطط طويلة الأمد تساعد على مواجهة الجفاف وتدعيم البنى التحتية لتقليل تأثير الجفاف على المجتمعات المعنية من أجل تحسين الظروف الاقتصادية للأسر العاملة في المجال الزراعي والحيواني ومن هذه الإستراتيجية والخطط يجب :
1- توعية المجتمعات المعنية إلى خطر الجفاف وتأثيره الكبير والمباشر 0
2- توعية المجتمعات المعنية إلى أهمية المياه المتوفرة حاليا وكيفية الحفاظ عليها 0
3- استخدام تقنية الري الحديثة في سقاية المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه 0
4- الحفاظ على مياه الينابيع والأنهار والآبار وعدم الاستخدام العشوائي لها 0
5- الحفاظ على مياه الأمطار وتجمعها في فصل الشتاء واستخدامها في فصل الصيف للاستفادة منها في ري المحاصيل والأشجار المثمرة 0
حقا يمكن أن نقول أن الجفاف هو الخطر الحقيقي القادم يجب أن ننتبه إليه ونحافظ على كل قطرة ماء موجودة في سورية الحبيبة لنا ولأبنائنا في المستقبل.
منقول
الأربعاء مايو 30, 2018 8:53 pm من طرف Nanondouch
» إختبار الثلاثي الثالث مادة العلوم الطبيعية
الأربعاء مايو 16, 2018 9:05 pm من طرف حاج
» دلیل بناء اختبار مادة علوم الطبیعة والحیاة في امتحان شھادة البكالوریا – أكتوبر 2017
الخميس نوفمبر 30, 2017 11:58 pm من طرف زغينة الهادي
» ملفات مفتوحة المصدر لجميع مصممين الدعاية والاعلان
السبت نوفمبر 25, 2017 1:04 am من طرف زغينة الهادي
» مادة الرياضيات السنة الاولى ثانوي
الخميس نوفمبر 16, 2017 12:12 am من طرف اسماعيل بوغنامة
» برنامج لصنع توقيت مؤسسة تربوية
الخميس سبتمبر 28, 2017 11:12 pm من طرف زغينة الهادي
» كل ما يخص الثانية متوسط من مذكرات ووثائق للأساتذة
الثلاثاء سبتمبر 26, 2017 11:03 am من طرف linda.hammouche
» المنهاج والوثيقة المرافقة له للجيل الثاني في كل المواد لمرحلة التعليم المتوسط
الثلاثاء سبتمبر 26, 2017 10:56 am من طرف linda.hammouche
» دليل استخدام كتاب الرياضيات الجيل الثاني سنة4
الجمعة سبتمبر 22, 2017 1:26 pm من طرف زغينة الهادي