الهادي للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الهادي للعلوم

منتدى التربية و التعليم العام و الجامعي

حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان 12685210

كتاب في العلوم الطبيعية و تماريننموذجية ( الجز1 ) متوفرة في ولايات الشرقالجزائري

تجدونها في المكتبات التالية :

باتنة : مكتبة فرقي ، مكتبة الحياة ،مكتبة بن فليس **** ورقلة : مكتبة الصحافةو مكتبة بابا حمو *** الوادي : مكتبةالصحوة الإسلامية ، مكتبة دار السلام ، مكتبة الشافعي . *** بسكرة : مكتبة الوفاء و مكتبة خلوط *** خنشلة : مكتبة مهزول *** تبسة : مكتبة كسيري **** سوق اهراس : مكتبة طيبة و مكتبة الواحات *** الطارف : مكتبة جاب الله و مكتبة الأمل *** عنابة : مكتبة الثورة و مكتبة الرجاء **** قالمة : مكتبة الحرمين *** سكيكدة : مكتبة الرجاء و مكتبة حيمر *** جيجل : مكتبة المسجد مغيشيي **** بجاية : مكتبة الإستقامة *** قسنطينة : مكتبة نوميديا *** ميلة : مكتبةبوعروج *** سطيف : مكتبة بيت الحكمة ،والمكتبة الكبيرة في. *** برج بوعريريج : مكتبة الحضارة و مكتبة جيطلي *** المسيلة : مكتبة الأجيال *** الجلفة : مكتبة الفنانين *** الاغواط : مكتبة البيان *** غرداية : مكتبة الرسالة و مكتبة نزهة الألباب


حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Zsk2xb11

المواضيع الأخيرة

» امتحان شهادة البكالوريا التجريبي للتعليم الثانوي ثانويتي - محمد الصديق بن يحي والبشير الإبراهيمي باتنة
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالأربعاء مايو 30, 2018 8:53 pm من طرف Nanondouch

» إختبار الثلاثي الثالث مادة العلوم الطبيعية
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالأربعاء مايو 16, 2018 9:05 pm من طرف حاج

» دلیل بناء اختبار مادة علوم الطبیعة والحیاة في امتحان شھادة البكالوریا – أكتوبر 2017
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالخميس نوفمبر 30, 2017 11:58 pm من طرف زغينة الهادي

» ملفات مفتوحة المصدر لجميع مصممين الدعاية والاعلان
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالسبت نوفمبر 25, 2017 1:04 am من طرف زغينة الهادي

» مادة الرياضيات السنة الاولى ثانوي
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالخميس نوفمبر 16, 2017 12:12 am من طرف اسماعيل بوغنامة

» برنامج لصنع توقيت مؤسسة تربوية
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالخميس سبتمبر 28, 2017 11:12 pm من طرف زغينة الهادي

» كل ما يخص الثانية متوسط من مذكرات ووثائق للأساتذة
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالثلاثاء سبتمبر 26, 2017 11:03 am من طرف linda.hammouche

» المنهاج والوثيقة المرافقة له للجيل الثاني في كل المواد لمرحلة التعليم المتوسط
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالثلاثاء سبتمبر 26, 2017 10:56 am من طرف linda.hammouche

» دليل استخدام كتاب الرياضيات الجيل الثاني سنة4
حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Emptyالجمعة سبتمبر 22, 2017 1:26 pm من طرف زغينة الهادي

دخول

لقد نسيت كلمة السر

منتدى

يمنع النسخ هنا

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى


    حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان

    زغينة الهادي
    زغينة الهادي
    Admin
    Admin


    ذكر عدد المساهمات : 3365
    نقاط : 13865
    السٌّمعَة : 214
    تاريخ التسجيل : 26/08/2009

    حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Empty حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان

    مُساهمة من طرف زغينة الهادي الأحد يناير 23, 2011 8:26 pm

    حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Empty من طرف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في الأحد 21 نوفمبر 2010 - 20:21[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    ----
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


    حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان 66



    حماية البيئة الإنسانية

    تمثل حماية البيئة الطبيعية والاجتماعية هدفاً من أهم أهداف الإسلام الحيوية، وتوضح مظهراً من أبرز مظاهر عنايته بسلامة الإنسان وحماية الطبيعة، وحرصه على نظام الحياة وسعادة النوع البشري واستمرار وجوده على هذه الأرض، ذلك لأن سلامة النوع البشري وما تعايش معه من مخلوقات حية، أو ذات علاقة بها كالتربة والماء والهواء منوطة بحمايتها من التلوث والتخريب.
    وقد اتخذ الإسلام خطوات فريدة لحماية الصحة والبيئة وسلامة الحياة، يمكن تلخيص أبرزها بالآتي:

    1- التوعية والتثقيف وتربية الإنسان على العناية بالصحة والطبيعة، وحماية الاحياء والحياة على هذه الأرض، منطلقاً من مبدأ عقيدي هو أن ما صنعته يد الخالق سبحانه يتصف بالكمال والإتقان والصلاح، ولا شيء خلق عبثاً في هذا الوجود، وقد صوّر القرآن ذلك بقوله:
    (صُنع الله الذي أتقنَ كُلَّ شيء) (النمل/ 88)
    وإن تصرف الإنسان الأناني أو المنطلق من الجهل والعدوانية يدفعه الى تخريب البيئة وإفساد المحيط الطبيعي، لذلك يُحمّل القرآن الكريم الإنسان مسؤولية إفساد البيئة بقوله: (ظهر الفسادُ في البرّ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس).
    ولذلك خاطب الإنسان مدافعاً عن البيئة وسلامة الحياة بقوله:
    (ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
    (وإذا تولّى سعى في الأرض ليُفسدَ فيها ويُهلك الحرثَ والنسلَ). (البقرة/205)

    2- الحث على الطهارة: ولعل ابرز الإجراءات الوقائية لحفظ البيئة البشرية هي عناية الإسلام بتربية الإنسان على الطهارة والنظافة والدعوة الى تنظيف الجسد والثياب والأواني والأثاث وقد جاء ذلك البيان القرآني في قوله تعالى:
    (وثيابك فطهر) (المائدة/4)
    (وان كنتم جنباً فاطّهروا) (المائدة/6)
    وبذا جعل الطهارة وحماية البيئة من التلوث نعمة يجب الشكر عليها لله سبحانه وبها تتم النعم، ومنه نفهم أن النعم نعمة الصحة والسعادة والمال.. الخ، ناقصة من غير طهارة البيئة وحمايتها من التلوث والفساد ذلك لأنها تبقى مهددة بالتخريب والزوال.
    ويتسامى الفكر الإسلامي والفهم الحضاري فيه عندما يقرر أن الله خالق الوجود يحب _أي يريد للعباد _ الحياة الطبيعية والطاهرة التي لا تلويث فيها ولا قذارة، فيعبر الرسول الهادي (ص) عن هذا المنهج بقوله: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة".

    3- النهي عن تلويث البيئة: وكما يحث الإسلام على الطهارة، فإنه ينهى عن تلويث البيئة وإفسادها، من هذه المناهي ما جاء عن الرسول (ص) من نهيه عن البصاق على الأرض لما له من مضارّ صحية ومردودات نفسية تخالف الذوق وتثير الإشمئزاز.
    وكما ينهى الرسول (ص) عن البصاق، فإنّه ينهى عن التغوّط تحت الاشجار المثمرة، والتبوّل في المياه الراكدة والجارية وعلى الطرقات، حمايةً للبيئة وحفظاً للطهارة والصحة.
    ونستطيع أن نُشخّص أهمية هذه الوصايا في حماية البيئة، إذا عرفنا خطر فضلات الإنسان على الصحة وتلوث البيئة، لا سيما المياه التي تساعد على نمو الجراثيم وانتشارها عن طريق الشرب والغسل، والخضروات التي تُسقى بها.
    روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "نهى رسول الله (ص) أن يتغوّط الرجل على شفير بئر ماء يُستعذبُ منها، أو نهر يُستعذب، وتحت شجرة فيها ثمرتها".
    روى ايضا عن النبي (ص) في حديث المناهي قال: "ونهى أن يبول أحد في الماء الراكد..".

    4- النهي عن النجاسات والتطهر منها: من قراءتنا لفلسفة التشريع الإسلامي ندرك اهتمام هذا التشريع بحماية الإنسان والحفاظ على صحته وحياته المدنية.
    ولقد لخّص الفقهاء فلسفة التشريع وعللوه بقاعدة موجزة هي: (جلب المصالح ودرء المفاسد).
    والمصلحة والمفسدة هما ملاك الحكم وعلة تشريعه، وعند تطبيق هذا المبدأ التشريعي على ما ألزمت به الشريعة الإسلامية من حكمها بنجاسة بعض الأعيان، وحرمة أكلها وبيعها ووجوب التطهر منها لأداء الصلاة، عند تطبيق هذا المبدأ تدرك قيمة التشريع الإسلامي وحرصه على درء المفاسد (الاضرار) الصحية التي أثبتتها البحوث والدراسات العلمية، لذا حكمت الشريعة الإسلامية بنجاسة الاعيان الآتية والزمت بوجوب التطهر منها للصلاة والطواف حول الكعبة (البدن والملابس)، وهذه الأعيان هي:
    1_ البول والغائط من الإنسان، وكذا بول الحيوان المُحرّم وغائطه ايضاُ.
    2_ الميتة من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
    3_ المني من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
    4_ الدم من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
    5_ الخمر.
    6_ الكلب والخنزير البريان.
    ولا يخفى أنّ مشكلة الإنسان سيما في المدن الكبرى، الآن هي مشكلة التخلص من فضلات الإنسان وأخطار التلويث بفضلات مجازر الحيوانات وبفضلات الإنسان والحيوانات الميتة، ذلك لأنّها من أوسع مصادر التلويث بالجراثيم والامراض الجرثومية، فإنّ فضلات الإنسان والميتة، هي أفضل وسط لعيش الميكروب المرضي الذي يصيب الإنسان.
    وكما حدد تلك النجاسات والقاذورات ونهى عن التلوث بها أمر بالتطهر منها، وجاءت هذه الدعوة مكرسة في قوله تعالى:
    (ما يُريدُ اللهُ ليجعلَ عليكم من حرجٍ ولكن يُريد ليطهّركُم وليتُمّ نعمته عليكم لعلّكم تشكرون). (المائدة/ 6)
    والمتأمل في قوانين التطهير هذه يتضح له ان منهاج الطهارة في الإسلام قد شمل أوسع تنظيم للطهارة والصحة وحماية البيئة من القاذورات والنجاسات، واعتبر الماء والتراب والشمس من المطهرات الطبيعية التي تزال بها النجاسات، كفضلات الإنسان، والميتة، والدم، والمني، وأسآر بعض الحيوانات، كما اعتبر الاستحالة من نوع الى نوع آخر من المطهرات أيضاً، كاستحالة الميتة رماداً بعد احراقها.
    ثبّت التشريع الإسلامي مبدأ (لا ضرر ولا ضرار).
    وبهذه القاعدة التشريعية الكبرى التي اعطاها صلاحية تجميد أي تشريع يوجب أو يجيز عمل شيء اذا نتج عنه ضرر، وينطبق هذا التشريع بكون الإسلام قد حرّم كل ما من شأنه أن يضرّ بالبيئة تحريماً تشريعياً، ويتحمل الخبراء الذين اعتبر التشريع الإسلامي تشخيصاتهم العلمية الامينة حجة يجب العمل بها، مسؤولية تحديد الضار من العناصر والمواد والإستخدامات.
    وعندئذٍ تتحمل الدولة مسؤولية منع الاستخدامات الضارة واستعمال صلاحياتها باستعمال الوسائل الكفيلة بمنع الضرر.
    وإن مبدأ (وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الأثمِ والعدوان)، أساس عريض لحماية البيئة وحفظ نظام الطبيعة، فالآية تنهى عن العدوان على الطبيعة والحياة، وتدعو الى التعاون على الخير والإصلاح.

    البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان

    البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها
    فنقول:البيئة الزراعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية، ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات.

    وقد ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة" التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، و Logos ومعناها علم وعرفها بأنها "العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء.

    ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان- "الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية ومغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.

    فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.

    وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسين هما:
    البيئة الطبيعية:
    وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها ومن مظاهرها: الصحراء، البحار، المناخ، التضاريس، والماء السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية. والبيئة الطبيعية ذات تأثير مباشر أو غير مباشر في حياة أية جماعة حية Population من نبات أو حيوان أو إنسان.

    البيئة المشيدة:
    وتتكون من البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة المشيدة من خلال الطريقة التي نظمت بها المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل البيئة المشيدة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والعاهد والطرق...الخ.

    والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال "أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة". و هذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير... ولعل فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده.

    عناصر البيئة:
    البيئة الطبيعية:
    وتتكون من أربعة نظم مترابطة وثيقاً هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى.

    البيئة البيولوجية:
    وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية.

    البيئة الاجتماعية:
    ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارة في بيئات متباعدة، وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء لغزو الفضاء.

    وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أ، يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.

    البيئة والنظام البيئي
    يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كل عناصر البيئة غير الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث...الخ) ويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.


    خصائص النظام البيئي:
    كائنات حية:
    أ‌. كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بوساطة عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضر)، وتعتبر هذه الكائنات المصدر الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها كما تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء.
    ب‌. كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات المستهلكة والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه الكائنات المستهلك الأول لأنها تعتم مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى "المستهلك الثاني" لأنها تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة.

    الإنسان ودوره في البيئة
    يعتبر الإنسان أهم عامر حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي، فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة، وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته إلى الغذاء والكساء.
    وهكذا قطع الإنسان أشجار الغابات وحول أرضها إلى مزارع ومصانع ومساكن، وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف، ولجأ إلى استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها، وهذه كلها عوامل فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على حياة الإنسان كما يتضح مما يلي:
    1- الغابات: الغابة نظام بيئي شديد الصلة بالإنسان، وتشمل الغابات ما يقرب 28% من القارات ولذلك فإن تدهورها أو إزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي وخصوصاً في التوازن المطلوب بين نسبتي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.
    2- المراعي: يؤدي الاستخدام السيئ للمراعي إلى تدهور النبات الطبيعي، الذي يرافقه تدهور في التربة والمناخ، فإذا تتابع التدهور تعرت التربة وأصبحت عرضة للانجراف.
    3- النظم الزراعية والزراعة غير المتوازنة: قام الإنسان بتحويل الغابات الطبيعية إلى أراض زراعية فاستعاض عن النظم البيئية الطبيعية بأجهزة اصطناعية، واستعاض عن السلاسل الغذائية وعن العلاقات المتبادلة بين الكائنات والمواد المميزة للنظم البيئية بنمط آخر من العلاقات بين المحصول المزروع والبيئة المحيطة به، فاستخدم الأسمدة والمبيدات الحشرية للوصول إلى هذا الهدف، وأكبر خطأ ارتكبه الإنسان في تفهمه لاستثمار الأرض زراعياً هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال العلاقات الطبيعية المعقدة الموجودة بين العوامل البيئية النباتات بعوامل اصطناعية مبسطة، فعارض بذلك القوانين المنظمة للطبيعة، وهذا ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.
    4- النباتات والحيوانات البرية: أدى تدهور الغطاء النباتي والصيد غير المنتظم إلى تعرض عدد كبير من النباتات والحيوانات البرية إلى الانقراض، فأخل بالتوازن البيئية
    زغينة الهادي
    زغينة الهادي
    Admin
    Admin


    ذكر عدد المساهمات : 3365
    نقاط : 13865
    السٌّمعَة : 214
    تاريخ التسجيل : 26/08/2009

    حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Empty رد: حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان

    مُساهمة من طرف زغينة الهادي الأحد يناير 23, 2011 8:28 pm

    البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان

    البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها
    فنقول:البيئة الزراعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية، ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات.

    وقد ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة" التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، و Logos ومعناها علم وعرفها بأنها "العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء.

    ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان- "الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية ومغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.

    فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.

    وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسين هما:
    البيئة الطبيعية:
    وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها ومن مظاهرها: الصحراء، البحار، المناخ، التضاريس، والماء السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية. والبيئة الطبيعية ذات تأثير مباشر أو غير مباشر في حياة أية جماعة حية Population من نبات أو حيوان أو إنسان.

    البيئة المشيدة:
    وتتكون من البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة المشيدة من خلال الطريقة التي نظمت بها المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل البيئة المشيدة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والعاهد والطرق...الخ.

    والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال "أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة". و هذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير... ولعل فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده.

    عناصر البيئة:
    البيئة الطبيعية:
    وتتكون من أربعة نظم مترابطة وثيقاً هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى.

    البيئة البيولوجية:
    وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية.

    البيئة الاجتماعية:
    ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارة في بيئات متباعدة، وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء لغزو الفضاء.

    وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أ، يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.

    البيئة والنظام البيئي
    يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كل عناصر البيئة غير الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث...الخ) ويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.


    خصائص النظام البيئي:
    كائنات حية:
    أ‌. كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بوساطة عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضر)، وتعتبر هذه الكائنات المصدر الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها كما تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء.
    ب‌. كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات المستهلكة والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه الكائنات المستهلك الأول لأنها تعتم مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى "المستهلك الثاني" لأنها تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة.

    الإنسان ودوره في البيئة
    يعتبر الإنسان أهم عامر حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي، فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة، وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته إلى الغذاء والكساء.
    وهكذا قطع الإنسان أشجار الغابات وحول أرضها إلى مزارع ومصانع ومساكن، وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف، ولجأ إلى استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها، وهذه كلها عوامل فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على حياة الإنسان كما يتضح مما يلي:
    1- الغابات: الغابة نظام بيئي شديد الصلة بالإنسان، وتشمل الغابات ما يقرب 28% من القارات ولذلك فإن تدهورها أو إزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي وخصوصاً في التوازن المطلوب بين نسبتي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.
    2- المراعي: يؤدي الاستخدام السيئ للمراعي إلى تدهور النبات الطبيعي، الذي يرافقه تدهور في التربة والمناخ، فإذا تتابع التدهور تعرت التربة وأصبحت عرضة للانجراف.
    3- النظم الزراعية والزراعة غير المتوازنة: قام الإنسان بتحويل الغابات الطبيعية إلى أراض زراعية فاستعاض عن النظم البيئية الطبيعية بأجهزة اصطناعية، واستعاض عن السلاسل الغذائية وعن العلاقات المتبادلة بين الكائنات والمواد المميزة للنظم البيئية بنمط آخر من العلاقات بين المحصول المزروع والبيئة المحيطة به، فاستخدم الأسمدة والمبيدات الحشرية للوصول إلى هذا الهدف، وأكبر خطأ ارتكبه الإنسان في تفهمه لاستثمار الأرض زراعياً هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال العلاقات الطبيعية المعقدة الموجودة بين العوامل البيئية النباتات بعوامل اصطناعية مبسطة، فعارض بذلك القوانين المنظمة للطبيعة، وهذا ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.
    4- النباتات والحيوانات البرية: أدى تدهور الغطاء النباتي والصيد غير المنتظم إلى تعرض عدد كبير من النباتات والحيوانات البرية إلى الانقراض، فأخل بالتوازن البيئية.
    البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان

    البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها
    فنقول:البيئة الزراعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية، ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات.

    وقد ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة" التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، و Logos ومعناها علم وعرفها بأنها "العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء.

    ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان- "الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية ومغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.

    فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.

    وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسين هما:
    البيئة الطبيعية:
    وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها ومن مظاهرها: الصحراء، البحار، المناخ، التضاريس، والماء السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية. والبيئة الطبيعية ذات تأثير مباشر أو غير مباشر في حياة أية جماعة حية Population من نبات أو حيوان أو إنسان.

    البيئة المشيدة:
    وتتكون من البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة المشيدة من خلال الطريقة التي نظمت بها المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل البيئة المشيدة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والعاهد والطرق...الخ.

    والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال "أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة". و هذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير... ولعل فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده.

    عناصر البيئة:
    البيئة الطبيعية:
    وتتكون من أربعة نظم مترابطة وثيقاً هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى.

    البيئة البيولوجية:
    وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية.

    البيئة الاجتماعية:
    ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارة في بيئات متباعدة، وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء لغزو الفضاء.

    وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أ، يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.

    البيئة والنظام البيئي
    يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كل عناصر البيئة غير الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث...الخ) ويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.


    خصائص النظام البيئي:
    كائنات حية:
    أ‌. كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بوساطة عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضر)، وتعتبر هذه الكائنات المصدر الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها كما تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء.
    ب‌. كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات المستهلكة والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه الكائنات المستهلك الأول لأنها تعتم مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى "المستهلك الثاني" لأنها تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة.

    الإنسان ودوره في البيئة
    يعتبر الإنسان أهم عامر حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي، فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة، وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته إلى الغذاء والكساء.
    وهكذا قطع الإنسان أشجار الغابات وحول أرضها إلى مزارع ومصانع ومساكن، وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف، ولجأ إلى استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها، وهذه كلها عوامل فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على حياة الإنسان كما يتضح مما يلي:
    1- الغابات: الغابة نظام بيئي شديد الصلة بالإنسان، وتشمل الغابات ما يقرب 28% من القارات ولذلك فإن تدهورها أو إزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي وخصوصاً في التوازن المطلوب بين نسبتي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.
    2- المراعي: يؤدي الاستخدام السيئ للمراعي إلى تدهور النبات الطبيعي، الذي يرافقه تدهور في التربة والمناخ، فإذا تتابع التدهور تعرت التربة وأصبحت عرضة للانجراف.
    3- النظم الزراعية والزراعة غير المتوازنة: قام الإنسان بتحويل الغابات الطبيعية إلى أراض زراعية فاستعاض عن النظم البيئية الطبيعية بأجهزة اصطناعية، واستعاض عن السلاسل الغذائية وعن العلاقات المتبادلة بين الكائنات والمواد المميزة للنظم البيئية بنمط آخر من العلاقات بين المحصول المزروع والبيئة المحيطة به، فاستخدم الأسمدة والمبيدات الحشرية للوصول إلى هذا الهدف، وأكبر خطأ ارتكبه الإنسان في تفهمه لاستثمار الأرض زراعياً هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال العلاقات الطبيعية المعقدة الموجودة بين العوامل البيئية النباتات بعوامل اصطناعية مبسطة، فعارض بذلك القوانين المنظمة للطبيعة، وهذا ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.
    4- النباتات والحيوانات البرية: أدى تدهور الغطاء النباتي والصيد غير المنتظم إلى تعرض عدد كبير من النباتات والحيوانات البرية إلى الانقراض، فأخل بالتوازن البيئية.
    زغينة الهادي
    زغينة الهادي
    Admin
    Admin


    ذكر عدد المساهمات : 3365
    نقاط : 13865
    السٌّمعَة : 214
    تاريخ التسجيل : 26/08/2009

    حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان Empty رد: حماية البيئة الإنسانية البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان

    مُساهمة من طرف زغينة الهادي الأحد يناير 23, 2011 8:30 pm

    البيئة ومستقبل الإنسان

    في زمن يمتنع فيه الجواب عن إرواء ظمأ الحيرة، وإشباع رغبة الفنون ويبقى السؤال معلقا إلا في حضور الحكمة والتجربة والعلم، ويبقى الخوف من المجهول والصراع ما بين الشك واليقين و الرياح تعصف ثم ما تلبس أن تهدأ والأمطار تتساقط بغزارة ولا تلبس أن تتوقف والصحراء الشاسعة تباعدت حدودها المستمرة في السعي للوصول إليها و وأما الإنسان فهو مسؤول تجاه الطبيعة وقانونها كما هو مسؤول أمام نفسه لأنه الوحيد بين الكائنات التي استطاع أن يصنع حضارة، ولان العلم الذي يقدم على الدوام وسائل جديدة للتعرف على الكون والطبيعة لا يستطيع الاستمرار إن لم تتوفر عناصر بشرية ذات تأهيل علمي رفيع المستوى، الدكتور طالب عمران القي محاضرة في تلدرة تحدث فيها عن البيئة ومستقبل الإنسان على الأرض.

    تشكل الأرض :
    بدأ جلسته بتعريف البيئة الحيوية حيث قال : منذ نحو 5 مليارات سنة كانت الأرض مع الشمس قد تشكلت من جراء تكاثف السحابة الغازية الترابية، والتي تشكلت منها الشمس والمجموعة الشمسية فيما بعد، كان هذا الكوكب عبارة عن كتلة منصهرة تدور حول كتلة كبيرة هي الشمس، تشكلت من كتل صغيرة هي الأرض، هذه الكواكب التي نعرفها الآن وعددها عشرة اكتشف آخرها في أيلول 2007 وكانوا من قبل قد دلوا عليه. لا يوجد لهذه الكواكب محيط حيوي وسحب يمكن أن تحتضن الحياة.

    وأضاف د. عمران أن.. كوكب الأرض هو الوحيد الحاضن للحياة في هذه المجموعة التي تدور حول الشمس. وان رحلة الحياة قد بدأت فيه قبل حوالي مليارين وستمائة مليون سنة ولا نعرف كيف بدأت بالتفاصيل ولكن نخمن ذلك. وان يوم الأرض في بداية تشكلها كان حوالي الساعتين فقط.

    وجود الإنسان على الأرض :
    أما بالنسبة لوجود الإنسان على الأرض قال د طالب : لا أريد أن أقول أن الإنسان أتى من سلسلة هذه الأحياء الموجودة، إنما هناك فارق كبير بين أقرب الحيوانات للإنسان و الإنسان، وهذا الفارق هو العقل ولا يمكن لأي حيوان أن يمتلك العقل. لذلك نقول أن الإنسان وجد على هذه الأرض بشكل مختلف، ربما هبط من كوكب آخر ربما آدم جديد ولا نريد أن ندخل في التفاصيل ولكن لا يمكن للإنسان أن يكون قد تطور من احد هذه السلسلة الحيوانية والأدلة على ذلك كثيرة.

    وتحدث د. عمران عن تطور الإنسان من خلال تطوير أفكاره واستأنس الكثير من الحيوانات البرية من حوله، تعرف على الأبجدية ومن ثم بدأت الصناعات حتى وصلت إلى أوجها في الحضارة الصناعية الآن. وأضاف : لم يكن في الحضارة السابقة ما يحمل الكراهية لجو الأرض لم يكن هناك نوع من السلبية السيئة كما هي حال الحضارة الحديثة لجو الأرض، الإنسان يبحث عن رفاهيته، طور صناعاته ووصل إلى مرحلة كبيرة جدا حتى أصبحنا نرى أن الأشكال الآدمية تختلف كثيرا عن الأشكال الآدمية التي كانت قبل قرن من الزمن.

    كان الإنسان قبل قرن يتميز بعضلاته، وقبل 400 سنة لم تكن البندقية معروفة كما هي عليه الآن، كان يطور من عضلاته حتى يستطيع أن يقاتل ويحافظ على بقائه، الآن هذا العقل الذي أنجز هذا المخزون العلمي الهائل قدم للإنسان الكثير من الانجازات العلمية التي أيضا أتعبته، فالصناعة التي بدأت في القرن التاسع عشر بدأت تلوث جو الأرض، وتخلخل المحيط الحيوي الذي كان مستقرا وأصابته الفوضى.

    أسباب التلوث :
    وحدد أسباب التلوث فبدأ أولا بالدخان والغبار وغازات الاحتراق الصناعي : وهذا التلوث وصل إلى الإنسان عن طريق التنفس، أما الماء فكان الطريق الآخر الذي وصل من خلاله التلوث إلى الإنسان.

    أيضا الأسمدة التي هي أحد مفرزات الصناعة والتي اتخمت بها الأراضي الزراعية لكي يحصل الإنسان على نتاج سريع، فقال: أن السماد بالبداية كان عضويا ثم تحول إلى سمادا كيماويا له أشكال سيئة جدا تؤثر بشكل مباشر على الإنسان واحد أنواع هذه الأسمدة هي النترات التي تتسلل بالتدريج إلى التربة فتصل إلى المياه الجوفية التي يشربها الإنسان فتسبب له أمراض خبيثة.

    وبعد التلوث من خلال الهواء والماء أتى تلوث آخر مع العصر أيضا هو التلوث الإشعاعي فقال : أي بلد الآن يحاول أن يبني مفاعلا نوويا حتى يصبح بلدا صناعيا كبيرا، الدول الذرية كانت ثمانية فقط في بداية الستينات، الآن قفز هذا العدد إلى الستين ( 60 دولة) فيها مفاعلات نووية كبيرة، وربما هناك ضعف هذا العدد سيأتي قريبا لان الطاقة النووية ليست مكلفة كثيرا لكنها تولد كهرباء بشكل جيد وتضخ في المصانع الكثير من الطاقة.

    ثم بدأ الحديث عن التلوث في العصر الحديث بعد اكتشاف النفط الذي اعتبره الجزء الآخر من التلوث الذي يعم الكوكب، والحضارة الحديثة الآن مبنية على النفط، واكتشافه في أمريكا لأول مرة كان ثروة هائلة فصاحب الحقل الذي يكتشف النفط في حقله يصبح ثريا خلال فترة قصيرة.

    وصنف صناع القرار في العالم بعد أن صنف النفط بأنه احد أوجه الطاقة الهامة جدا في العالم، فالشركات بالتدريج بدأت تبحث عن النفط وتتقاسم مع الدول أرباح هذا النفط.وان كل صناع القرار في العالم لهم علاقة بالنفط، فقال : أن المنظومة الأمريكية التي تستبيح العالم الآن هي ما فيا النفط، عندما حدثت كارثة 11(- 9 – 2001) كان هناك مئة من أبناء لادن وهي عائلة كبيرة في السعودية كانوا موجودين في أمريكا عندما حدثت الكارثة،وابلغ جورج بوش وكان يزور مدرسة في ذلك الحين أتى من يهمس له أن ( ابن لادن) سيتهم بالموضوع، كل الناس المتواجدون كانوا في زيارة لأمريكا وخلال ساعة واحدة خرجوا من أمريكا على متن طائرات خاصة. أما عن النفط في دول الخليج أضاف أن غالبية النفط في دول الخليج تمتلكه العائلات التي تتحكم في تلك الدول.

    وأوجز قوله عن التلوث ومستقبل الإنسان بأنه إذا نظرنا إلى السنوات القادمة سنقول أن البيئة التي تحدثنا عن تلوثها و تلوث الهواء بالغاز والضباب الدخاني، ثم تلوث المياه و التلوث الإشعاعي، هناك أيضا تلوث التربة و أشكال التلوث بالضجيج، المصانع ووسائل النقل تهدر وهو جزء من الصخب والصداع المزمن الذي يصيب الإنسان في عصر عنوانه الكبير ( الصخب).

    الاحتباس الحراري :
    أما الاحتباس الحراري هذه الظاهرة الخطيرة التي ستشكل كارثة كبيرة في المستقبل إضافة إلى أن الفجوات الاوزونية ستهدد الكثير من الناس على الأرض.

    ويوضح د طالب أن الاحتباس الحراري يأتي من تفاعل الغازات المحترقة في سماء الأرض نتيجة احتراقها داخل مكنات المصانع، عندما ترتفع هذه الغازات فإنها لا تخرج خارج الغلاف الجوي ولكن تبقى حبيسة فيه. فالغلاف الجوي لا يسمح لأي غاز أن يخرج خارجه إلا الغازات الخاملة كغازات" النيون والهدروجين ". عندما نشأ الكون كان المفتاح الأول له هو الهدرجين ثم الكربون وغير ذلك.

    جو الأرض اعتاد على درجات حرارة معينة واحتباس الغازات داخل الغلاف الجوي الأرضي ترتفع الحرارة فإن المنطقة القطبية تبدأ ثلوجها بالذوبان وتذهب مياهها إلى البحار والمحيطات التي يرتفع منسوبها فتغمر هذه المياه اليابسة.

    أيضا سينحر الغطاء النباتي نتيجة هذا الخلل في ازدياد درجة الحرارة، عدا عن ارتفاع منسوب المياه سيؤثر ذلك على الإنسان لان النور يعطي الابتسامة بينما الظلمة تعطي العبوس والاكتئاب بشكل ما.

    التغيرات التي ستطرأ على إنسان المستقبل :
    هناك تغيرات أخرى سنجدها في إنسان المستقبل فالأمراض يمكن أن تزداد بشكل كبير لان الإنسان اعتاد الرفاهية وريما بعد يوم يبتكر آلات تريحه أكثر من قبل.

    التلوث الأخلاقي :
    واختتم حديثه بالتلوث الأخلاقي، من قبل الدوائر كانت تتسع في مكان معين كان الناس يحبون بعضهم بعضا يتعاونون في الأفراح والأتراح، في حياة المدينة ربما نسكن مع إنسان عشر سنوات لا نعرف عنه شيء، غربة لم تكن من قبل موجودة الآن صراعات حتى بين الإخوة الدوائر بدأت تضيق وأصبح هناك فساد أخلاقي، ربما حاول آباؤنا أن يريحونا بشكل ما، الآن نحاول ببساطة أن لا نجعل أولادنا يعانون.

    في كل بلدان العالم القراءة والثقافة جزء من كينونة الشخص بينما عندنا لا، الآن الثقافة أصبحت شيء بعيد عن متناول الشبان الصغار، أصبح في كل بيت ديكور هو الحاسوب و هذا الديكور يستخدم للعب و يستخدم للدخول إلى الانترنت فقط للتسلية، لا يوجد رؤية حقيقية حسب رأيه لما يفعله الحاسوب بنا، يطلون دون أن ننتبه على شاشات التلفزة ( شاشات الهشك هشك) التي تتكاثر بشكل كبير وهنا سأدخل على الهامش بكلمة واحدة أقول أن " من يصنعون لنا أصول الأصولية هم من يصنعون لنا هذه المحطات أكثر من أربعة مئة محطة فيدو كليب، أكثر من 50 محطة دينية أصولية هذه الأصولية تلغي الآخر.

    نحن لا نقرأ لم نعود أجيالنا أن تقرأ وهذا البعد سيجعله يلتصق بالحاسوب والتلفزيون فيجعله جزء منها فيصبح رقما وثقافة الكمبيوتر والانترنت ليست ثقافة حقيقية، الكتاب هو الثقافة، لماذا هم يقرؤون ونحن لا نقرأ أقول بكل بساطة : هذه هي ثقافة النفط.
    الفساد الأخلاقي التلوث الأخلاقي: هو البعبع الكبير الذي يرعبنا في المستقبل وهو الذي سنحصد الكثير من نتائجه السلبية،وإذا مرت سنوات دون أن تنتبه البشرية إليه ربما تصل البشرية إلى حد الانقراض. ربما لا ينقرض بالشكل لكنه ينقرض بالمضمون.

    وفي الختام الدول الكبرى لا يمكن أن تسمح للدول الصغرى أن تكبر، عّرابة العالم أوربا وأمريكا سيطروا علينا بالاستعمار المباشر والآن الاستعمار الاقتصادي هو المسيطر ولا يمكن لإنسان أن يلغي الآخر إلا بالاقتصاد وهو المشكلة الحقيقية التي سنعاني منها، ولكن الإنسانية تنزلق إلى منزلق خطير لا نستطيع أن نعرضه بشكل كامل.

    المباديء الاساسية للبيئة

    حديثنا هنا عن المباديء الاساسية للبيئة، ونلتقي مع غايا، ونخرج في جولة في المدينه.
    في هذه الايام، لم يعد لمشاكل البيئة حدود. الامطار الحامضيه، وسخونة الكوكب، واتساع ثقب الاوزون، كلها تشكل تحديات كبيره. لهذا دق ناقوس الخطر: والهدف منه، انقاذ الكوكب، والحياة التي عليه، قبل فوات الاوان.

    قبل ان تصبح البيئة هي القائمة على هذا العالم الذي نربطه اليوم بشؤون البيئه، والتخضير واعادة التصنيع، فان البيئة هي اولا علم ينكب على دراسة العلاقة بين العضويات والاجواء المحيطة بها.

    للاجواء المحيطة تأثير كبير على حياة العضويات. والحرارة هي واحد من عناصره الرئيسه. ففي المناطق الشمالية على سبيل المثال يخضع الشتاء جميع الكائنات الحية الى ظروف بالغة القسوه. العوامل المحيطة من عناصر غير عضويه هي التي تحدد شروط الحياة بالنسبة للكائنات الحيه.

    على كل فأن الكائنات الحية تفعل ما هو اكثر من مجرد العيش في هذه الاجواء. اذ ان التفاعل مع الاجواء المحيطة يسهم في تعديلها. اليك القندس من القوارض مثلا. حين يقوم ببناء سد في طريق الماء، يوقع الفيضان في اجوائها الفوضى.

    فيؤدي ذلك الى قيام اجواء جديده. المستنقع الذي يجد الظروف الملائمة لخلق نباتات جديده هي النباتات المائيه. كزنبق الماء، وحيوانات اخرى كالضفادع والسمندل.
    كل هذه الكائنات النباتية والحيوانية تشارك القندس في البيئة الجديده وتتفاعل بين بعضها البعض وضمن مجتمع واحد يضم كل الانواع التي تعيش هناك.

    ضمن العلاقات المختلفه التي تربط هذه الاعضاء بين بعضها البعض، يعتبر الطعام الموضوع الاهم الذي تتشارك فيه. يمكن ان توصف هذه العلاقة بشبكة اطعمة تتشكل من سلسلة مصادر غذائيه.

    لنأخذ غابة موسمية كمثال على ذلك. ففي القاعدة تعتبر النباتات شبكة للاطعمه. فهي تقوم بدور المنتجين.
    انها قادرة على الاحتفاظ بأشعة الشمس وتخزينها على شكل طاقة كيميائيه. تأتي الحيوانات التي تقتات على الاعشاب في الدرجة الثانيه، فهي المستهلك. انها تحول عشره بالمئه من الطاقة المخزنة في انسجة النباتات الى انسجة حيوانيه.
    وبعدها الحيوانات المفترسه، الذئاب والثعالب مثلا. فهي تخزن ايضا عشره بالمئة فقط من الطاقة الكيميائية التي تستهلكها. فقدان الطاقة هذا بين كل درجة واخرى، يختصر السلسلة الغذائيه. وهناك القليل من الحالات التي تزيد السلسلة عن اربع درجات. بعد هذا الرقم لن تجد ما يكفي من الطاقه، لدعم الحيوانات المفترسه.
    بيئة الكائنات الحيه، والأجواء الطبيعية المحيطة بها، تشكل نظاما من التفاعل المشترك، لهذا التفاعل المشترك ان يقوم في غابة، او في بحيرة، او حتى في المحيط.
    ينجم نظام التفاعل عن مرحلة زمنية سريعة او بطيئة من التطور. عادة ما يتم هذا التطور على مراحل متعاقبه. يمكن ان نرى هذا التعاقب في جانب من غابة التهمتها الحرائق.
    النباتات الاولى التي تعاود غزو تربة الغابه، تعرف اليوم بالانواع الطلائعيه. وهي عادة ما تكون نباتات عشبية كزهرة عصا الذهب القادرة على النمو في تربة تنقصها الرطوبه. تنمو هذه النباتات بسرعة هائله الى ان تسيطر على مساحة الارض. فهي تحيي التربه، وتساعدها على ان تصبح خصبة من جديد.
    وتذهب هذه النباتات ضحية انتاجيتها، فبأحيائها للتربة تجعل الارض خصبة لانواع اخرى غيرها.
    فتحل محلها نباتات كالعليق، وتوت العليق ، واللبلاب السام. التي تتكاثر بسرعة وتتنافس لتحل محل النباتات الطلائعيه.
    شيئا فشيئا تأخذ نباتات اخرى بالنمو تدريجيا، كاشجار البرقوق او الخوخ والحور الى ان تسيطر على المنطقه. النباتات في كل مرحلة جديدة اكبر من سابقاتها، وهي تحتاج لفترة اطول كي تنمو. وهكذا فأن كل مرحلة وسيطة من النمو هي اطول مما يسبقها.
    واخيرا تظهر الاشجار الاولى على السطح. هذه الاشجار التي تتضمن البتولا والحور الرجراج، تلتهم النور بجشع. فهي ترتفع بسرعة لتشكل غابة متعاليه تترك تحتها مساحات من الظلال بالكاد تسمح لصغيراتها بالنمو لنقص النور.
    وهكذا تموت هذه الاشجار دون ان تترك خليفة لها. بل تفسح بالمجال تدريجيا لانواع تستطيع احتمال الظل، كحال شجر القيقب والسنديان او البلوط. تميز هذه الاشجار الغابات الناضجه.

    حينها تصل التحولات في الغابة الى مرحلة من الاستقرار، تسمى بالذروه. اشجار السنديان والقيقب اليانعه التي تنمو في الظل تحل محل الاشجار الهرمة حال سقوطها. وهكذا يبقى حال الغابة على حاله ، طالما لم تتعرض الى الكوارث الطبيعيه.
    من بين كل عناصر البيئة على هذا الكوكب، تعتبر الغابة في حال الذروة من اكثرها اجلالا. لهذا يمكن للاعتبارات الفلسفية والجمالية، في هذا المجال، ان تكون متناسقة مع علوم البيئه، لتلفت انظارنا تجاه الاهمية التي لاتحصى ولا تقدر لغاباتنا.

    يعتقد بعض العلماء ان الارض هي كائن حي، ويطلقون عليها اسم، غايا. بأعتمادها على حكمة الدهر التي امضته في الفضاء، تشرف غايا على ثروتها، الحياة، بمباركة العين الساهرة لدى شريكتها: الشمس.
    قبل ثلاثة بلايين ونصف البليون سنه، كانت الشمس ما تزال كوكبا يانعا بعد، يطلق اشعة اقل بنسبة خمسة وعشرون بالمئه من السخونة التي يطلقها اليوم. رغم ذلك فأن الحرارة على كوكب الارض، بدأت تؤدي الى ولادة الحياة.
    منذ ذلك الدهر البعيد، اخذت الشمس تسخن تدريجيا. وقد نتوقع ان تصبح الحارة على سطح الارض غير قابلة للاحتمال ولكن هذا ليس ما نعنيه هنا.
    حرارة سطح الارض كانت دائما صالحة للحياة. وفق ما يقوله العالم الانجليزي، جيمس لافلوك، وهذا لم يحدث بمحض الصدفه. فقد تولت الحياة مهام تأمين الظروف الملائمة لنموها.

    يقول لافلوك، ان الكائنات الحيه، في قشرة الارض، والمحيطات، والغلاف الجوي، تشكل وحدة متكامله. انها اجزاء مكملة لشخصية تتصرف وكأنها كائن حي.
    وقد اطلق لافلوك على هذا الكائن لقب غايا. تيمنا بالتسمية الاغريقية القديمة لالهة الارض .
    وفق نظرية لافلوك، يمكن لغايا ان تتحكم بحرارتها كأي حيوان دموي دافيء. لتصوير هذه القدرة ، قام بتطوير نموذج مبسط لغايا سماه، عالم المارغاريتا. او زهور الربيع.
    عالم المارغاريتا كوكب شبيه بكوكبنا، يدور حول شمس، هي تؤام لشمسنا.
    كما يوحي اسمه، يعج كوكب المارغاريتا بزهرة الربيع الصغرى وحدها، والتي تتراوح الوانها بين الاسود والابيض. ويمكن لهذه الزهرة ان تنمو ضمن درجات حرارة تتراوح بين الخمس درجات والاربعين درجة حراريه.
    خلال الموسم الاول، كانت شمس كوكب المارغاريتا بارده نسبيا. فكان خط الاستواء وحده دافئا بما يكفي لتواجد الحياة. فنمت كل انواع المارغاريتا هناك.
    علما ان الزهور الداكنة يمكنها ان تمتص كمية نور اكبر من الزهور الفاتحة الالوان.
    ففي المناطق التي كانت تكثر فيها الزهور السوداء، نشأ طقس مصغر، ارتفعت الحرارة فيه عن الخمس درجات.

    بالمقابل فأن الزهور البيضاء تعكس كثيرا من اشعة الشمس. وفي المناطق التي تكثر فيها الزهور البيضاء، هبطت الحرارة عن الخمس درجات، ما ادى الى موت العديد منها.
    عنى ذلك ان تنمو وتتكاثر الزهور الداكنة بسرعه، لتساهم في رفع درجة الحرارة في الكوكب بكامله. وعلى الفور بدأت شمس المارغاريتا تنتج مزيدا من الحراره. فوصلت عند خط الاستواء الى ما فوق الاربعين درجه، ما ادى الى موت كميات هائله من الزهور الداكنه.
    وبما ان الزهور البيضاء تعكس اشعة الشمس، حلت هذه محل الزهور الداكنه، لتنزل درجة حرارة الكوكب الى مستويات مقبوله.
    اثبت نموذج زهور الربيع، ان المارغاريتا الضعيفة تستطيع نظريا، ان تعدل حرارة الكوكب بأكمله.

    ولكن كيف ينطبق هذا النموذج على كوكبنا؟ يقول لافلوك انه يتم التحكم بطقس غايا، بين اشياء اخرى، من قبل مكروبات الطحالب في البحر. تعيش هذه الطحالب تحت سطح المحيط. وهي تطلق الى الغلاف الجوي بجزيئات صغيره من المركبات الكيميائية تعرف بسولفات الدايماثي، او الDMS.
    حين تعلو في الهواء، تتحول ال DMS الى قطرات من حامض السولفر. هذه القطرات من حامض السولفر تجعل بخار الماء يتكاثف. لتتولى بالتالي عملية تشكيل الغيوم.
    كلما ازداد عدد الطحالب، كلما تزايد انتاج الDMS، ليتراكم حجم الغيوم. وكلما ازداد حجم الغيوم، كلما منعت وصول اشعة الشمس، لتعكسها نحو الفضاء من جديد.
    فتكون النتيجة ان يتلقى الكوكب كمية اقل من نور الشمس. فينخفض معدل حرارته. هذا الانخفاض في درجة الاحرارة واشعة الشمس لا يتناسب ونمو الطحالب.
    وهكذا فهي تطلق كمية اقل من ال DMS في الغلاف الجوي، ما يبطيء من عملية تشكيل الغيوم. فيثير دورة من التسخين.
    وعندما تصبح اشعة الشمس ودرجة الحرارة مؤاتيان من جديد. تأخذ الطحالب بأنتاج مزيد من الDMS التي تزيد من تراكم الغيوم وهكذا دواليك.
    كان الاعتقاد السائد حتى الان يؤكد ان الكائنات الحية تعتاد فقط على الظروف البيئية التي تفرض عليها.
    الا ان لافلوك يؤكد العكس تماما.فهو يرى ان الكائنات الحية يمكنها تعديل الاجواء المحيطة بما يلائمها. لهذا يرى ان غايا بصحة وعافيه. بعد ما يزيد عن ثلاثة الاف وخمسمئة مليون سنه، على ظهورها.

    خلاصة القول، ان لافلوك ليس مهتما بصحة غايا. فمن وجهة نظره، حتى تسخين الكوكب الناجم عن نشاط الانسان، يمكن تعديله بسهولة من خلال تعديل غايا لحرارتها الذاتية.
    اي تسخين كهذا على مستوى الكوكب سيساوي اشتعال الحراره. واذا ما تعرضت صحة غايا لاصابة جدية، لا بد ان تلجأ فورا للتخلص من اسباب الألتهابات.
    يؤكد لافلوك انه حيال ظروف كهذه، ربما تعالج غايا نفسها بطريقة تعود بالفائدة على الكوكب ككل، ولكنها تضر بالجنس البشري.

    يؤكد لافلوك انه ان لم يكف الانسان عن الضرر بصحة غايا، ربما يجبر على تذوق دوائها. لتحاشي غضب كوكب الارض يجب ان نتعلم اصلاح ما ارتكبناه في حق البيئه. كأن نسعى للحؤول دون توسع المدن ، على حساب نظام التفاعل بعناصر البيئة المحيطة بها.
    ليس هناك ما هو بعيد عن الطبيعة اكثر من صنيعة الانسان التي تعرف بالمدن. علما ان الامور في المناطق السكانية تسير على اساس التفاعل بين الانسان ومحيطه.
    كأي تفاعل طبيعي، تعتبر المدينة مكانا يحصل فيه تبادل مستمر للطاقة والماده. هذا التبادل يصون حياة الأجسام التي تعيش هناك.
    لندخل الان احدى الغابات. تتولى الشمس تمويل الغابة بما تحتاجه من طاقة لاستمرار حياتها. حين تلامس النباتات، يتم تخزين اشعة الشمس من خلال عملية الفوتوسينتيسيس وعلى شكل مركبات كيميائية كالغلوكوز.
    يتم تخزين هذه المركبات في انسجة النباتات. بعدها يصبح جزءا من هذه الطاقة الكيميائية في متناول حيوانات تقتات على النبات. فيأتي دور الحيوانات المفترسه، التي تتغذى بدورها على حيوانات تعيش على النبات.
    تعتمد عمليات المدينة على تمويل الطاقة الغذائيه. علما ان الاشجار والنباتات الاخرى في المدينة لا تلعب سوى ادوارا جمالية لا اكثر.
    وعلى المدن ان تستورد اطعمتها من المناطق المحيطه، كما هو حال المزارع المتخصصه.
    يتم استهلاك غالبية الطاقة في المدن من خلال اشياء لا حياة فيها كالسيارات والمباني والمصانع.

    تعتمد هذه الاشياء على طاقة من الوقود كالنفط والغاز اوالكهرباء. المدن التي تجبر على استيراد هذه الطاقة تعتمد كليا على مصادر الطاقة الخارجيه.
    في اجواء التفاعل الطبيعي، تنجم النفايات عن النباتات والحيوانات، هذه النفايات تمول التربة بعضويات حية بالمقابل، كدود الارض والخنفساء، مع ما تحتاجه من طاقه.
    يكمن دورها في تكرير المواد العضويه، التي تقوم النباتات بأستهلاكها عبر الجذور.
    ولا شك ان الحياة اليومية لسكان المدن، تنتج النفايات ايضا. الا ان تكرير النفايات الناجم عن استهلاك الانسان ما يزال في مراحله الاولى.
    الحل الاكثر شيوعا لهذه النفايات هو دفنها في مساحات من الاراضي، او حرقها في مناطق كثيرا ما تكون وسط المدن.
    تشارك العضويات في جميع مناطق التفاعل بتعديل بيئتها. ومنها الطقس على سبيل المثال. بالابقاء على جزء من الحرارة في قشرة الارض او بالهواء، تحتفظ النباتات بنوع من الغطاء الجوي حول نفسها.

    تقيم الغابة ايضا ما يشبه الاجواء المصغرة التي تختلف عن المناطق المجاورة لها.
    للمدن ايضا اجواؤها الخاصه، اذ يصدر عن المحركات المستعملة في سياراتها وفي المصانع، الى جانب الكائنات الحية في المنازل، كميات كبيرة من الحراره.
    ابنيتها وشوارعها المصنوعة من اللاسمنت والاسفلت، مشبعة بهذه الحرارة وبحرارة الشمس.
    اضف الى ان الكثير من الغازات السامة كثاني اكسيد الكربون، تحتفظ بشيء من هذه السخونه. فتكون النتيجة تشكيل جيوب من السخونة فوق المدن.
    هذا ما يحصل تماما عند حلول الليل، حين تأخذ المباني والشوارع بأطلاق بعض من هذه السخونه. حرارة المدن في الليل قد تزيد من ستة الى ثمانية درجات عن معدل الحرارة في المناطق المجاوره.
    لاعداد المباني الكثيرة في المدن تأثير اخر على الطقس. اذ انها توقف حركة الرياح. حين تعترضها ناطحات السحاب لا تجد الرياح سبيلا اخرا سوى ان تعصف بالشوارع الضيقة بعنف شديد.

    عندما يحدث ذلك تفقد الرياح كثيرا من طاقتها. لهذا قل ما ينجح الهواء المنعش في تجديد هواء المدينه، ولهذا ايضا تحتفظ المدينة بأجوائها وبطبقة الدخان الدائمة فوقها.
    ينجم تفاعل عناصر البيئة عن عملية تطور. اليك مثال الغابة القديمة التي احرقتها النيران. تقوم الاعشاب بغزو الارض اولا، ولكن قريبا تجد الشجيرات ظروفا ملائمة لنموها فتنافس الاعشاب. وبعدها يحل الشجر محل الشجيرات لتعلوا اشجار الغابة الجديده. فترقى الغابة اخيرا الى حالة من الاستقرار، المعروف بمرحلة الذروه، حيث تصبح متوازنة مع بيئتها.
    كثيرا ما تمر المدينة بحالة من النمو المشابه. ففي البداية يتجمع الاعضاء المؤسسين لمجتمع ما حول نقطة المركز، التي هي الساحة العامه.
    فيقيمون احياؤهم السكنية حول الساحه. تحل المباني التجارية محلهم تدريجيا، فتجبر السكان على الانتقال الى احياء سكانيه.
    بعد رقيها الى الذروه، يسيء حال مركز المدينة ليتحول الى ما نسميه بداخل المدينه. فيعاد توزيع المركز التجاري والسكاني في مناطق محاذية لها.
    واخيرا ، سيهدد التمدد السكاني الحياة الخاصة بالمدن. لو اننا اكثر احتراما لمباديء البيئه، لتمكنا من تحقيق نجاحات اكبر في محاولاتنا لاعادة بناء الحياة السكانية للمدن.
    البيئة لا تتضمن فقط العلاقة بيننا وبين الاجواء المحيطه، بل العلاقة فيما بيننا ايضا. اذا اردنا ان نكون على مستوى تحديات البيئة للقرن الواحد العشرين، علينا ان نعاود التفكير بأنظمتنا السياسية والاقتصاديه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 8:10 am